حضرموت ... والنصر الحقيقي

2016-05-05 15:37

 

اليوم كل العيون ترقب مايجري في حضرموت بدقة متناهية وبينها التاريخ ماثل حضوريا يسجل الأحداث ويرقب التطورات للمشهد الحضرمي في أدق وأخطر مفاصله .

مايجري اليوم في حضرموت ليس بعيدا عن مايجري في الجنوب ولكنه يأخذ خصوصيته من خصوصية المكان استراتيجيا ويذهب بنا بعيدا الى متقلبات الحوادث والأنواء وهنا يجب القول إن حضرموت على مفترق طرق والواجب من أبنائها أخذها الى أيسر الطرق وأسلمها لطالما أن الاقدار شاءت لها أن تتجاوز مرحلة التدمير الممنهجة وهي حتى اللحظة تحتاج منا الى تجاوزه نهائيا .

في هذا المشهد الحضرمي المعقد يتبادر الى المراقب للاحداث سؤال حول الكيفية التي ينبغي أن نتعامل معها في تجاوز هذا الظرف الطارئ الى مرحلة الانتصار الحقيقي لحضرموت ؟.

ولكي نسلك طريق الانتصار الحقيقي علينا أولا أن تجاوز ذاتيتناوأن نستعيد ماسلب منا باتجاه الإنتماء والولاء الوطني الحقيقي الذي افتقده الكثير منا.

إذن ماهي مسارات النصر الحقيقي الذي ينبغي أن نسلكها في هذه الدروب المتعرجة والمنعطفات الخطيرة والشائكة؟

علينا التركيز في البحث عن هذه المسارات والتي من خلالها نرسم ملامح مستقبل الدولة المدنية القادمة من خلال الآتي :

- تغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لمكوني سياسي او توجه اقليمي دولي مهما كانت دوافعه فالوطن هو مدار ومسار مصالحنا فحيث ماكان كنا .

- العمل على تجاوز ملفات الماضي وعدم التوقف عندها والابتعاد عن كل مايتصل بها قياديا والبحث عن العناصر الوطنية الكفؤة إداريا والغير ملوثة بقضايا الفساد في المراحل السابقة .

- العمل على جعل الأمن والتنمية في سلم الأولويات ويسير العمل فيهما بخطين متوازيين مع إشاعة مبدأ الثواب والعقاب وبث روح الأخاء والمحبة والعدل ونبذ ثقافة التآمر والإنتقام وفتح أفق جديد للسلام والتعايش المجتمعي الآمن الخالي من التوتر بكل أشكاله وألوانه .

من كل ذلك وبكل مترتباتها ووفق

الأولويات عند التنفيذ في معركة الحسم والانتصار لقضايا الوطن الكبرى فإننا سوف نكون قد وضعنا أنفسنا على عتبات النصر الحقيقي بآفاقه الاستراتيجية الرحبة وإذا ظللنا في تجريب المجرب بكل مآسيه والدوران في نفس الدائرة المفرغة التي أوصلتنا الى مانحن فيه من مآسي ومحن ظللنا لنصف قرن من الزمن نقاسي ويلاتها ونتجرعها تخلفا وحزنا ونكبات متوالية وحان تجاوزها اذا أحسنا الادارة والاختيار معا وجعلنا الوطن نصب أعيننا وفوق الجميع ..فهل نفعلها وننتصر .؟!!

اكرم باشكيل

٢٠١٦/٥/٣ م