تعددت الأقطار والحكم واحد

2016-03-17 05:53

 

صرت لا أعرف الفرق ما بين حكومة و أخرى , إلا بما تثرثر به في إعلامها من شعارات أو دعاية أو إعلان.. مثلها في ذلك مثل  المصانع و الشركات حين تعلن عن البضائع وترفع لها الملصقات في كل مكان, وفيها من السوء و الفساد و المضرة ما فيها .. فكله حديث خرافة.. كلام فقط  للأغاني و الإعلانات و الانتخابات..

 

فالحكومات - العربية على الأقل - لا تريد شعوبا حية , ولكن شعوبا ميتة .. أو قل قطيعا بشريا..  لا يرى لا يسمع لا يتكلم.. فوأد التفكير و تكميم الأفواه قواسم مشتركة بينها.. نفذ ثم ناقش, و أخرى تقول : نفذ و لا تناقش .. يتفننون في إذلال الشعوب و تجهيلها من أجل  تركيعها, بقوانين أو بدونها..

 

تعددت الحكومات و الذل واحد, يسمحون للسانك أو قلمك بشيء واحد : التغزل بحسن الحاكم و التغني بإنجازاته.. غير هذا, فأجهزة الحاكم العسكرية و الأمنية العلنية والسرية بالمرصاد ..

 

السجون أول  مشاريعها, حتى في المناطق البعيدة النائية  التي تفتقر إلى مدرسة أو مستشفى أو مشروع حيوي , وهي – أي السجون -  مفتوحة لاستقبالك على مدار الساعة , أما التهم فجاهزة: خائن.. عميل رجعي شيوعي اشتراكي إرهابي كافر.. وطابور طويل من التهم المفصلة الجاهزة في انتظارك..و الاعترافات؟؟ .. ما أسهل الاعترافات! أكانت مكتوبة أم منطوقة أم مصورة أم غير ذلك.. فكل شيء لديهم جاهز..

 

همهم كيف يحمون تراب الوطن الغالي لديهم منك, ويحصنون الشعوب منك ومن عدواك وأمراضك الخبيثة.. وهم على استعداد أن يدمروا بلدا و يقتلوا شعبا من أجل البقاء في الحكم أو توريثه للأبناء..

 

ينفقون المليارات لتحصين أنفسهم بالجيوش المدججة والعيون المتلصصة و الآذان المتصنتة .. يراقبون المكالمات, ويتجسسون على الحسابات في كل مواقع التواصل.. ومع  ذلك تهاوت عروشهم وتدحرجت  تيجانهم ,  والسبب أنهم لم يحصنوا أنفسهم أو حكوماتهم بالعدل الذي يتشدقون به ليل نهار..

 

فما أسوأ الحكومات التي تعاقبت وتتعاقب على إذلالنا وإفقارنا.. خمسون عاما – يقولون -  من الجمهورية و الديمقراطية, و الشعب مازال يبحث عن الكهرباء و التعليم والعلاج و الحرية وقائمة طويلة هي في عداد الحقوق و المسلمات..

 

يمضي من عمرك أربعون عاما, أو خمسون أو ستون.. و أنت محلك سر إن لم يكن إلى الخلف در.. نعم. تمضي كل هذه السنون, وأنت تبحث عن الماء النقي والكهرباء التي لا تنطفئ والتعليم و العلاج المجاني, فلا تجد أمامك إلا الوهم و السراب, و شعارات مهلهلة لا تسمن و لا تغني من جوع... فما أقبح وأسوأ وأفسد وأجشع وأظلم وأ..... الحكومات العربية!!!