مقدمة:
قال المولعي بن عوض/سوى لي زماني كمين/أمسينا على ناصفة/واصبحنا ثمين الثمين/
كل الناس قالوا لنا /ماتستاهلون الحسين/ عيدنا بكيلو ثمد/ واحرمنا العيال الثمين/
الى ان يقول:
بالخبرة حنبنا حنب/حنبة عظم في الحنجرة/كل ما قلت باتنفرج/زادة تدبر المدبرة/
مقطع من قصيدة للشاعر الشعبي ثابت عوض اليهري قالها في التسعينات من القرن الماضي ويندب فيها حظنا وتورطنا كجنوبيين في الوحدة مع الشمال،
وللتوضيح يقصد الشاعر ب"الخبرة"الشماليين، و"الحنب والحنبة"هي التورط والورطة.
ونحن في أواخر العام 2015م وبعد ان تطورت الاحداث واحدثت معها متغيرات وتحول الحال من حال الى حال منذ عدوان الغزاة صالح والحوثي على الجنوب مرورا بالتصدي لهم ودحرهم وتحرير عدن وقبلها الضالع ومن ثم لحج وابين باسناد ودعم التحالف وصولا الى الفاجعة باغتيال ايادي الغدر محافظ عدن اللواء جعفر الى ان حلت بشائر الخير الجنوبي بتعيين الرئيس هادي للعميد عيدروس الزبيدي محافظا لعدن والعميد شلال علي شائع مديرا للأمن...
نعم بعد كل هذا تذكرت ما قاله الشاعر ثابت عوض اليهري..بالخبرة حنبنا حنب.. فعلا بالخبرة حنبنا حنب"تورطنا فيهم ورطة" فلم يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب...
فحين كانت المقاومة الجنوبية مسنودة بالتحالف العربي تتصدى للحوثي وصالح-الغزاة الجدد- كان الكثير من الخبرة يعتبون علينا ويقولوا اننا نبالغ وعلينا ان نحرر ارضنا وبعدين نتكلم، وبعد ان تحررت اغلب مناطق الجنوب قالوا التحالف حرركم، ولكن حين فشلوا بتحرير مناطقهم باستثناء مأرب وبعض المناطق التي تتحرر يوم وتحتل اليوم الثاني وجدوا انهم محرجين فقالوا حرروا مناطقكم الحدودية فتقدمنا فقالوا قاتلوا معنا فتقدم بعض افراد المقاومة الى مناطق شمالية....ومع هذا لم يعجبهم كل هذا..والله حنابه... (1)
وحين تحررت عدن لم يعجبهم العجب فكان الكثير منهم ومن بينهم كتاب ومحللين سياسيين يقولون ان تحرير عدن دون تأمينها لا يعني شيء..المهم صبرنا عليهم عدة شهور وبعد ان بدا المحافظ الشهيد/اللواء جعفر محمد سعد العمل تم اغتياله فضنوا انهم اصابونا في مقتل ولكن حادثة الاغتيال الجبانة اعقبتها بشارة خير بتعيين الرئيس هادي للزبيدي وشلال محافظ ومدير امن لعدن، ومع تعينهما لاح في الافق وبدا القائدان عملية استعادة الامن والامان .. كمان هذا لم يعجبهم بالرغم من انهم كانوا ينادون بتامين عدن حتي تسهل عليهم تحرير مناطقهم....يعني عملوا مثل الحامل تقول اشتهي تلك الاكلة وحين تأتي لها بالأكلة تعيف الاكلة وتشتهي اخرى وهكذا...(2)
اما الطامة الكبرى في الخبرة فهي حين كانت المقاومة الجنوبية التي هي امتداد للثورة الجنوبية السلمية..نعم حين كنا على خصام وعدم وفاق مع الشرعية كانوا يقولوا عنا اننا فصائل مسلحة لها عدة رؤوس واننا خارجون عن النظام والقانون واننا سوف نتقاتل مع الشرعية...
ولكن بعد ان أضحى الملعب في ارضنا واللاعبين هم من قادتنا وحتمت الظروف الداخلية والخارجية علينا العمل تحت مظلة الشرعية لم يعجبهم الحال فاضحت الشرعية في نظرهم نصف حلال ونصف حرام... (3)
يعني من الاخر "كل واحد يصلح سيارته"اصلا ياخبرة ما يعجبكم الجنوب والجنوبيين ان نزلنا قتلوا اطلعوا وان طلعنا قتلوا لا لا انزلوا...وفوق هذا بنعطيكم "انيس منصور" وعبدالرقيب الهدياني" هدية واحد كراني والاخر بنشري.