مقدمة:
حين يثور شعبا ما على محتله الخارجي او الداخلي في بلده فان هدفه يكون تحرير بلده من هذا المحتل الخارجي او الداخلي ويرتبط هذا الهدف ويتلازم اصطلاحا وعملا مع بناء الدولة اي ان الهدف هو تحرير الوطن وبناء الدولة ومؤسساتها العسكرية والامنية على تراب الوطن المحرر، ومتى ما كان قادة هذا الشعب قادرين على بناء دولة متى ما تحققت اهداف ثورتهم بدرجة كاملة.
وحتى المجتمعين الاقليمي والدولي ينظران من هذه الزاوية الى الثورات والحركات التحررية.
نحن في الجنوب يبدوا ان ما يؤخر مسيرة ثورتنا هو عدم اختبار قدرات القادة على ادارة وبناء الدولة ومؤسساتها العسكرية والامنية، ولكون اغلب قادة الجنوب ابعدهم المحتل عن الدولة ومؤسساتها فهذا يبدوا السبب وراء تعقيد الامور وتأخر مسيرة الثورة الجنوبية.
ولكن ما ان انتقل شعبنا من النضال السلمي الى التصدي المسلح للعدوان وتحقق للمقاومة الجنوبية وبإسناد ودعم التحالف ودور مميز للأمارات الانتصارات بتحرير الضالع وعدن ولحج وابين وشبوة حتى تغيرت الموازين وبان المجال مفتوح امام الجنوبيين للعودة ميدان العمل الممهد لبناء مؤسسات الدولة ومن ثم استعادتها سيما واستعادة الدولة يحتاج الى مؤسسات تكون اركان الدولة.
احرار الجنوب ان قرار الرئيس هادي بتعيين القائد/عيدروس الزبيدي محافظا لعدن والعميد/شلال علي شائع مدير للأمن في عدن ليس مجرد تعيين وانما هو اختبار لقادة شعب الجنوب واختبار للثورة الجنوبية والمقاومة الجنوبية بل وكل الجنوبيين لمعرفة امكانية قدرتهم على بناء دولة وهذا الاختبار تترصده عيون الاقليم والعالم.
انني هنا حين اقول اختبار اعني اننا او بالأحرى ان الزبيدي وشلال هم من سيدخل هذا الاختبار الصعب نيابتا عن الشعب والمقاومة ونجاحهما حتى وان كان تحت عباءة الشرعية فيه نجاح للجنوب واي فشل طبعا سوف ينعكس يلبسا وقد يفقد ثقة الاقليم فينا.
الشيء الايجابي في القرار ان الاختيار وقع على من هم اهل ثقة لهذا الاختبار... (1) وايضا لا ننسى وجود التحالف ودور الامارات المميز فهو الى جانبنا وبقوة... (2) ناهيك عن تقليم التحالف لأظافر عصابات صنعاء.. (3)
هذا الثلاثة الاشياء هي عوامل مهيئة وتوفر اجواء تساعد الزبيدي وشلال وكل جنوبي في السلطة على النجاح وبالتالي تكون اهل للثقة امام ناظر الاقليم والعالم في بناء مؤسسات دولة جنوبية يجدون معها مصالحهم ومصلحتهم.
وبالمقابل فان هذا الاختبار في طريقه عدة عوائق بعضها معقدة ومجربة ولكن بتعاون والتكاتف سوف تنزاح كل العوائق وتسير الجهود نحو بناء مؤسسات الدولة ومن ثم يأتي اعلان الدولة تحت اي ظرف.
بخصوص مخاطر الجماعات التي تقلد داعش والقاعدة فالكل يعرف من يقف ورائها ولكن هناك امر مهم قد يحد من مخاطرها الا وهو ان كل واحد يضبط أصحابه..يعني كل واحد يضبط ويردع اصحابه اللي يلتحقوا او يتواجدوا مع تلك الجماعات.