بناء الثقة

2015-12-05 09:27

 

حملت لنا الانباء اخبار اول زيارة لمبعوث الامم المتحدة - أسماعيل ولد الشيخ - ونتمنى له حياة سعيدة بعد طلاقة لأم عياله - وعن هذه الزيارة وهي الأولى الى عدن فقد تمت هذا اليوم الرابع من شهر ديسمبر 2015م ،

قيل ان أهم نقطة التي اكدت عليها حكومة الشرعية وشددت عليها وترغب ان تتوثق منها هو (إجراءآت بناء الثقة) وهي حسب تصوري السهل الممتنع ، انها تشكل بصدق منعطفا قد يفضي الى المضي قدما في إنقاذ الوطن من اقسى حرب اهلية مر بها الوطن منذ فجر التاريخ ، وفي الحقيقة فان انصار الله وحلفائهم ومنذ عاصفة الحزم الى عودة الامل، فلا زال قادتها يراوغون ويخاتلون بل يُمكرون .

 

وعن -إجراءآت بناء الثقة - فهي تشكل حالة من التوثق بان كل القادم وما نطمح الى تحقيقة وتوضيح شروطه ونصوصه وان ما سوف يبنى هو على تواثق وتعاهدات وتطمينات رصينة مخلصة وشفافة وان نخلص وان لا نحيد قيد انملة عن الصف وان ننقي النصوص من اي مخاتلات وان لا نجعلها بوجهين وتحمل تفسيرات مراوغة .

 

لقد تهنا في التفسيرات وبين آل التعريف وبدون آل التعريف لقرار 242 الذي اصدره مجلس الامن بعيد حرب حزيران عام 67م والذي حمل لنا شؤم حرف آل التعريف فقد نص على الانسحاب من ارض محتلة وليس من الارض المحتلة، فتهنا في تفسيره كما تاهوا بني اسرائيل في سيناء اربعون عاماً .

 

وبناء الثقة توفرت بشكل جلي وملهم في مباحثات - تاريخية - صادقة ومطمئنة كان على راس من وطد فيها روح الثقة والصدق جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ( سلطان عمان) وكان ذلك في 23 يوليو 1970و وعندما كانت المفاوضات حينها قد بنيت على توافق صريح( وبناء الثقة) يفضي إلى سلام الشجعان بين السلطنة وجبهة تحرير ظفار .

 

قيل ان جلالة السطان قابوس اطال الله بعمره وعند استسلام عدد 2000 من ثوار -جبهة تحرير ظفار - كان قد عاهدم الله على الصدق والثقة وكان بين من حضروا تلك المشاروات ، مشاروات السلام كما يقال قائد الجبهة مُسّلم بن نوفل وكان من بينهم احد قادة الثوار الشباب وهو وزير الدولة الحالي للشئون الخارجية معالي السيد يوسف بن علوي وكذلك السيد قيس الزواوي .

 

وعند العودة الى تاريخ حركة تحرير ظفار فقد كان اعضائها او جيشها يتفوق باربعة مرات عن جيش السلطنة الذي لم يصل عديده الى اكثر من 1200 جندي بينما قوات جبهة تحرير ظفار ناهزت ال 4000 الف مقاتل .ولم تختل المعاهدة والثقة ، وبنوا معا وطنا فارهاً تفخر به الاجيال والانسانية ،وهنا توطدت - بناء الثقة - وتجلت بابها صورها .

 

أن بناء الثقة يجب ان تكرس بين الاطراف اليمنية في جنيف بل وتتعداها الى داعمي الاطراف ومنهم ايران الدولة التي تربطنا بها جوار وعقيدة وتاريخ وتراث وعلاقات وطيدة عبر التاريخ .

 

اصدقوا النوايا واوفوا بالعهود ولا تتربصوا ببعضكم في وضع نصوص مُلغزة مواربة واقتربوا من بعضكم فما نختلف علية اليوم هو وطن سيبقى ما بقيت الشموس ونحن فيه ما سوى كيانات جاهلة عابرة تفتك ببعضها .