الجنوب .. وما بعد العاصفة

2015-04-16 20:28

 

منذ انطلاق صافرة (عاصفة الحزم) وحتى اللحظة نرى أن تبدلات المشهد على الواقع تضبط إيقاع الفضاء الجوي للعاصفة وبكل إحداثياته على الأرض وبقوة تدميرية ممنهجة لقوة الخصم العسكرية عتادا أكثر منه أفرادا ناهيك عن البنية التحتية المعاضدة لتك القوة العسكرية .

 

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بعد مرور أكثر من شهر من هذه العمليات ( الحزمية) هل بمقدور الفضاء حسم المعركة على الأرض ؟!

يجمع الخبراء في الشئون العسكرية على عدم قدرة القوة الجوية حسم المعركة على الأرض مهما كانت قوتها التدميرية إذ لابد من وجود السيطرة العسكرية علئ الأرض وهي غاية الجيوش في حسم المعارك والهدف الاستراتيجي لحسم المعركة واعلان الانتصار .

 

مايحدث اليوم على جغرافيا جنوبنا الحبيب هناك قوة شعبية تشكلت لحظة بدأ المعركة الجوية وهي تتصاعد وتتكاثر وتتسع دائرتها على الارض من الضالع الى ردفان الى عدن مرورا بلحج ومن ثمة تأخذ منحنى آخر باتجاه أبين وشبوة وحضرموت تدريجيا تحت مسمى المقاومة الشعبية الجنوبية حيث لايوجد بالمطلق جيش مقاوم جحافل القوات الشمالية المتواجدة اصلا بالجنوب منذ حرب صيف 1994 م وهي قوة ضخمة ومتجذرة ومتخندقة في الاراضي الجنوبية ومهيأة لهذا اليوم ناهيك على ماأضيف لها من قوات بعد انطلاق عاصفة الحزم الامر الذي يجعل المراقب فضلا عن العسكري ان يجزم بوجوب قوة نظامية مدربة تبسط نفوذها وتساند القوة الجنوبية على الارض لحسم المعركة وهذا لم يحدث رغم ذلك خلقت القوة الشعبية الجنوبية واقعا جديدا على الارض وقدرت بفعل صمودها على أرضها أن تفرض واقعا مغايرا وتحل بشكل تدريجي محل تلك الجيوش المفترض وجودها تكامليا مع السيطرة الجوية .

 

المشهد اليوم في إطار إستمرار المعركة العسكرية والدخول في نفق التسويات السياسية التي بدأت منذ قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بهذه الأزمة إن هناك معركة أشد ضراوة من المعركة العسكرية التي تدور رحاها على الجنوب كانت التفوق الجنوبي فيها حاسما على الارض .

 

وعليه ينبغي على الجنوبيين أن يديروا معركتهم السياسية بأكثر حنكة وصمود بمثل تضحياتهم في معركتهم العسكرية منطلقين من كونهم باسطين على أرضهم وقادرين على فرض شروطهم قبل أن تضع الحرب أوزارها حيث يجب أن يخصص لها من هو أهلا لها في إدارتها حيث نرى بوادر الصفقات وطبخات الساسة تفوح بكل روائحها وهناك من يحاول أن يستثمر نتائج الحرب وتجييرها لصالحه .

 

الجنوب اليوم بات يخط معالم مرحلة جديدة من نضالاته في ظل مافرض عليه من حرب وما فرضه بمقاومته على الارض من نتائج فاقت تصورات وتوقعات كل المراقبين حتى الخصوم وبات معها واقعا جديدا يثبت للجميع بأن لامساومة مع شعب وقضية عادلة فحقه في وطن يقرر خياراته بنفسه لارجعة فيه وعلى الجميع استيعاب ذلك واستيفاء شروطه كنتيجة حتمية من نتائج الحرب وهي اعلان نهاية الاحتلال للجنوب ودونه لن تضع الحرب أوزارها حتى حتى وان ذهب أزيز الطائرات من سماء الجنوب وهي المعركة الأشد خطورة على الجميع .