حضرموت ... قاصمة الظهر :

2015-04-03 08:24

 

حين الحديث عن حضرموت يذهب القارئ معي الى الطابع المدني الذي إنمازت به كجزء خاص من مكونها العام العاكس للهوية والسلوك الحضرمي .

وفي ظل كل هذه المعمعة من الأحداث والصراع المرير الباعث بروائح الفتنة الكريمة العفنة والمزاحمة مع البحث عن وطن مسلوب واغتراب مواطنة نجد أن حضرموت في قلب الحدث ولايمكن لأحد مهما رسم في خيالاته إنها بعيدة وبمنأى عن الطوفان إذ لامنجأ لها منه .

 

وعليه فإن التفكير بعقلية كونها خارج اللعبة تفكير عدمي وربما نهونه قليلا بالسطحي الذي لايملك قراءة حصيفة لوقائع مايجري على الأرض ولهذا فعلى قيادتها المحلية والقبلية والتجمعات المدنية ونخبها المثقفة إن يخرجوا من صمتهم العبثي الى حقيقة إن حضرموت هي في دائرة الإستهداف والذي ينبغي عليه الإشتغال في كيفية حمايتها وتحصينها والخروج بها من هذا الطوفان بأقل الخسائر .

 

إن أحداث يوم الخميس 2/ ابريل

بعاصمتها الحبيبة المسالمة الجميلة هو بداية ذلك الإستهداف الممنهج الذي يؤكد بما لايدع مجالا للشك ببطلان مقولة ( حضرموت تحت السيطرة ) حيث سقطت معها كل الفرضيات الباذخة في لحظات وهي تتعرض لأبشع حالة إستباحة مطلقة دون رادع وهي المحيطة بكتائب عسكرية قادرة لخوض معركة مصيرية لأكثر من شهر عدة وعتادا   !!

 

 مايمكن السؤال هنا في هذه القراءة العجلى في إن من يقود ويدير دفة الأمور بحضرموت أمنيا قبل أن يقودها إداريا وسياسيا ليس له ظاهريا سلطة مطلقة وهناك قوى خفية عندها من الإمكانات مايمكنها على فرض ماتريد على الواقع بمعزل عن السلطة الظاهرة للعيان  .!!

 

ومن هذا الإستنتاج وبالإستفادة مع ماحصل ويحصل في عدن يجب علينا كحضارم أولا التعجيل بأخذ زمام المبادرة في إستعادة السلطة الحقيقية على الأرض وبسط نفوذها على الجميع مدنيا وعسكريا من أولئك المقيمين فيها بإعتبار أن السلطة المركزية قد فقدت سيطرتها على جغرافيتها وهنا ينبغي علي الجميع سلطة محلية وقوي سباسية واجتماعية أن تتظافر وتتعاضد في سبيل الحفاظ على مدنية حضرموت وتعزز قدرات الدفاع عنها مؤازرة بكل محيطها الجغرافي الجنوبي الذي يشاطرها ذات الهم والألم في معركة إستعادة وجودها وخارطتها ومن كل ماحدث النهوض من ركامه وخيباته ونتعلم الدرس الأول في تجاوز سلبيتنا ولسنا بمعزل عن وصول مايحدث بالمطلق فالسلبية قاصمة الظهر لنا والإنحناء لايمكنه بالمطلق الاأن يجرنا الى الإنبطاح وساعتها لايستقيم معنا العود الأعوج والكل  واجبه الديني والإخلاقي والمجتمعي فضلا عن مسؤوليته الوطنية تقتضي معه القيام بدوره  المطلوب لحماية حضرموت من خفافيشها المتربصة بها ليلا ونهارا .

 

اكرم باشكيل

2015/4/2 م