الجنوب...والخيارات المتاحة

2015-03-22 08:30

 

من يدقق في المشهد الدراماتيكي الذي يحدث تصاعديا منذ يوم الخميس الماضي19/ مارس يرى ان الخطة المعدة سلفا ضمن سيناريو خارجي اقليمي ودولي قد دخل حيز التنفيذ لمراحله الاولى ولن ينتهي الا وقد أخذ معه الاخضر واليابس كما يتوهم ذلك من رسمه وأعده بعناية فائقة ومالاطراف المتصارعة في الساحة الا أدوات لتنفيذه فقط .

 

السؤال المهم والملح هنا كيف ينبغي لنا كجنوبيين التصرف في اطار مايحدث وأجندتنا تختلف تماما مع كل ماهو مطروح في الساحة واهمها القضية الجنوبية التي تنأى بنفسها عن اطراف الصراع لنظام الاحتلال ؟

 

الحقيقة اننا في هذا الظرف العصيب نواجه شقين من النظام متصارعين شمالي وجنوبي والاستهداف في الصراع يتوجه الى الجنوب باعتباره متمردا ويجب عودته لبيت الطاعة الامر الذي يجعلهم يعيدون تكريس الاحتلال ربما بوجه كالح أسوأ من سابقه لاعتبارات عدة لامجال لذكرها الآن ولاتخفى على لبيب عاقل فطن فضلا عن سياسي محنك .

 

ولهذا فإن الإتجاه لتعزيز قدرات الطرف الجنوبي في الصراع هو أهون الشرين وأقل الكلف في الخسائر للجنوب حتى وان انتصر وظل متمسكا بمشروع مايسمى الوحدة على اعتبار أنه سوف يخفف نوعا ما عبء النظام الشمالي السابق للاحتلال ولربما غير من طبيعة توجهاته نحو حل جذري للقضية الجنوبية.

 

إذن فالعقل والمنطق يقول لاخيار الا بالانضمام للدفاع عن الجنوب وعرضه وماله وليس عن طرف في النظام ذلك لاننا في سفينة واحدة اذا حيدنا انفسنا غرقوا وغرقنا معهم وأصحاب الدعوة بقول لايعنينا لايفقهون في السياسة شيئا على حسن النوايا في تفسير منطقهم ولكن الابعد من ذلك فهم يخدمون الطرف الشمالي في تحييد قوة جنوبية لايستهان بها لكي يتم الانقضاض والقضاء على الطرف الجنوبي بكل سهولة وساعتها لن يرحموكم البتتة وقد رأينا منهم كيف تنكروا لقضيتنا وغيروا مواقفهم اتجاهها والمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين وكفانا مكرهم وشرهم والدفاع عن أرضنا واجب وطني لايمكن أن ينكره علينا أحد ولن نقم بالتعبئة والغزو معهم خارج أرضنا يجب علينا أن نكون واضحين مع الطرفين سوف نكون خصما لمن يغزونا ونقف مع الطرف المدافع عن أرضنا في حدودنا ولاعلاقة لنا بصراعاتكم الاماهو ضمن استعادة ارضنا وقرارنا الوطني المستقل .

 

ومن هذا المنطلق لاينبغي لنا أن نقف في المنطقة الرمادية ولعلنا بدفاعنا عن أرضنا نستعيدها ونتخلص من النظام برمته وهو مايمكننا ونتأمله من مخرجات هذه الأزمة الله ناصر قضيتنا العادلة ورافع الظلم عنا بقدرته وحوله .

اكرم احمد باشكيل