هناك علاقة وارتباط بين الكلمات الثلاث وكل منها تؤدي الى الأخرى.
وتبدأ البداية من الفكرة ثم يليها المصطلح ثم المفهوم وهي عملية أساسية أسست لكل ما اخترعه الإنسان من معارف وعلوم ولغات،وكذالك منها تأسست ثقافة الإنسان التي يترجمها سلوكه.
ومشاكلنا الأساسية في عالمنا العربي والإسلامي هي غياب التعريفات الدقيقة لهذه الكلمات المؤسسة للمعرفة والعلوم والثقافة ونتج عن ذالك ثقافة مشوهة تلاها سلوك أكثر تشويها.
بالرغم من أنه لدينا كتاب الله الذي حدد بدقة أدق من المعادلة الرياضية والكيميائية منهج التعرف على كلمات الله وأسمائها ودلالاتها وهو ما اطلق عليه المصطلح القرآني ( الأسماء ) ( وعلم آدم الأسماء كلها ).
اذ يجب ان تتميز الكلمات ومدلولها بالدقة والوضوح وعدم اللبس والتداخل ، فالفكرة هي مفرد أفكار وهي كل ما يجول بخاطر الإنسان وبعدها يتم تقليب هذه الأفكار وغربلتها لتكوين إسم لها وكل هذه العمليات العقلية تتم في عقل الإنسان ( الأذهان ) وهنا نحصل على ما يعرف بالدال ( اسم الفكرة) وهي ما يطلق عليها المصطلح كل هذا يحدث في ذهن الإنسان وتبداء بعدها عملية إيجاد المدلول لهذا الدال خارج وعي الإنسان ( الأعيان ) وهو ما يطلق عليه المفهوم والذي يحمل وصفاً مرتبط بالدال وهنا يتطابق الدال مع المدلول مثال ذالك كلمة شمس هذه دال والشمس التي نراها في السماء هي المدلول.
بعد شرح تكون الفكرة والمصطلح والمفهوم في الأذهان والأعيان يتضح لنا ان الفكرة ( هي كل ما يخطر في العقل البشري من أشياء أو حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع والأحداث، فالفكرة هي نتاج التفكير، والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري فقدرة الإنسان على توليد الأفكار يترافق مع قدرته على الاستنتاج والتعبير الأفكار بمدلول لفظي ومصطلحي. بينما المصطلح هو المفهوم ،(وهو لفظ يطلق علي مفهوم معين للدلالة عليه عن طريق الاصطلاح (الاتفاق) بين الجماعة اللغوية علي تلك الدلالة المرادة والتي تربط بين اللفظ (الدال) والمفهوم (المدلول) لمناسبة بينهما. وأطلق المتخصصون في علم المصطلح تعريفا دقيقا له وهو: (الرمز اللغوي والمفهوم).