الجنوب ....تحية لشعب أراد الحياة
اكرم احمد باشكيل
على الرغم من كل تلك المآسي والصراعات والمكايدات والتآمرات والدس والوقيعة بين أطياف هذا الشعب بكل مكوناته وأحزابه وطوائفه إلا أن هذا الشعب يخرج منتصرا بإصراره المطلق على رفض هذا الذل والإحتلال بكل تنوعه وإصنافه يجعل معه قطيعة أبدية لا تحتاج لأي رائي له وهو يزحف من كل فج وبقعة ونقطة قربت أو نأت ويقول أنا هنا وفداءا لك ياعدن رمز المدنية التي يجهلها من كانوا في ظلام دامس وأنت نور بصيرتهم لها ..!!
الشعب الجنوبي يعطي الجميع جوارا وإقليميا ودوليا أننا أرض الأحرار التي لاتستكين لظالم أو باغي أو حاكم فاسد إنها الإرادة التي زعرت في القلوب وترجمتها الحناجر بأصواتها في ميادين التحرير والنفير فهل أدرك هؤلاء عظمة هذا الشعب ..!!
لم يدر في خلد أحد منهم إن هذا الشعب قادر أن يحول نقطة من نقاط مأساته الى حالة ثورة وبهجة في سبيل الإنتصار لذاته على ذاته في بناء وطن جديد وخلق من عناوين الكره للحب ألف معنى ومعنى إنها مقاربة ومفارقة لاتحدث إلا عند هذا الشعب العظيم المناضل الصبور القادر على إجتراح المعجزات ..!!
لقد إتخذوا كل الوسائل في تعذيبه والتفنن حد التلذذ بعذاباته ولم يفلحو في كسر إرادته كما لم يفلحو في ثنيه عن قضيته العادلة بالجوع والقتل والسجن ..وإتخذوا طرائق أخرى في إقصائه وإبعاده عن قضيته بإنتشار المخدرات والإرهاب المصطنع من لدنه ولكنهم هيهات فقد أشتد عوده وتمسك بقضيته العادلة وهو المنهك الجسد الخاوي البطن المليء بالأمراض والأسقام والأوجاع فمن يملك كل هذه الخصائص إلا شعب عظيم قادر على خلق وإجتراح الوسائل والبدائل لصموده وتحقيق غاياته ..!!
فتحية لك أيها الشعب الجنوبي الذي سموت فوق كل جراحك وعلوت على صراعات قياداتك وتحديت نظام إحتلالك فكنت أنت ترسم معالمك بنفسك وجعلت القادة يلثهون حيارى أمام صمودك ومآثرك البطولية العظيمة كما وقف نظام الإحتلال حائرا ومندهشا أمام هذا الصمود الأسطوري لديك وجعلت كل الدوائر الاقليمية والدولية تخضع لمطالبك وتذعن لحقك الشرعي في إستردادوطنك بطرق سلمية سبقت بها العالم فيما عرف بـ(الربيع العربي) منذ سنين فهي الإرادة التي لاتقهر للشعوب تمثلت فيك ياشعبنا العظيم الصامد .!!