الجنوب و يناير.. بداية عام أم بداية عهد !؟

2013-01-12 11:45

الجنوب و يناير.. بداية عام أم بداية عهد !؟

أكرم احمد باشكيل

عندما يقف المرء متأملا الحركة الشعبية الجنوبية الرافضة للمد اليمني بكل أذرعه الجنوبية منذ 1967م وحتى عام 1994م ومابعدها من رفض عفوي شعبي عارم للتسلط والإحتلال حتى اليوم يرى أن الأمور وفق المتغير السياسي كمعطى ذاهبة إيجابا لأصحاب الحق في الأرض والثروة ..!!

 

الحقيقة مثل يناير 2013م مرحلة جديدة في هذه الحركة الشعبية كما مثلت سننة 2006م مرحلة من مراحل إنتقال العمل الشعبي العفوي الى هياكل تنظيمية أكثر وضوحا من ذي قبل الأمر الذي يجعل المراقب للأحداث المتسارعة والمتلاحقة يعطي للمؤشر البياني لمنحنى الحركة الشعبية صعودا إيجابيا نحو نضج القضية وإستعادة وهجها سبيلا الى نقلها الى مربعات جديدة ربما لايدركها الكثير من المشتغلين بالساحات اليوم كـ(قادة) ميدانيين أفرزتهم الظروف الآنية سابقا وفق المعيار الشعبي في الإشتغال ..!!

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بعد هذا الكم من الفرز والصراعات المقيتة على تسيد الشارع السياسي الشعبي ... هل أن يناير عام 2013م يكون عام جديد لمكاسب جديدة تحقق على مستوى الحركة الشعبية أم يكون بداية عهد جديد؟؟ من مسيرة نضال دؤوب يخوضه الشعب الجنوبي ليس في إستعادة دولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي يغذيها الخطاب الإعلامي المغلوط والممجوج بأخطاء الماضي التي عفى عليها الزمن بل هي مرحلة تأسيسية جديدة لحركة شعبية عارمة تجتث كل ماعلق بالجنوب من أخطاء منذ 1967م وحتى اليوم كفعل تراكمي وجب معه التصحيح والعودة الى منابع الهوية للشخصية الجنوبية الحقة وليس للهويات الجنوبية المركبة وهو مايجب أن تشتغل عليه جميع القوى الوطنية الحقيقية التي يهمها إصلاح وصون الوطن الجنوبي وتقوية أساساته بعد هدم هذه البنايات العشوائية المركبة على جسده وتشكل العبء الاكبر عليه جاعلة من حالته بما أشبه بالإعاقة المستديمة منذ أمد ..!!

إن مرحلة مابعد يناير 2013م هي بداية الطريق لعهد جديد في وضع أسس العمل المؤسسي للخطوات القادمة بكل ماتتطلبه من جهود قادرة على حمل الوطن الى بر الأمان وهو مدعاة للنظر الى الأمور بتدبر وتبصر ورؤية واضحة والنأي بها عن كل مطبات الماضي وإرثه وقادته وجعل من الشباب بطاقاتهم الجديدة التي خاضت شرف معارك المواجهة مع نظام الإحتلال عماد هذه المرحلة ولعل في المبادرة الشبابية المنطلقة في 7نوفمبر 2009م من عدن هي اللبنة الأولى في ذلك التوجه الذي يختصر الوقت والجهد نحو بناء القدرات والقيادات لإدارة المرحلة وخوض غمارها..!!

لقد ذهب البعض بان هذا العام هو عام النصر والحسم في إدارة صراعنا نحو رفع الظلم عنا وهذا تفكير سطحي للأمور لأن اللاعبين الإقليميين والدولييين لايهمهم مصلحتك كشعب فاقد هويته بالمطلق بل يهمهم كما هي عادتهم في مرحلة مابعد الإستعمار البريطاني على عدن وإتفاقيات الحماية على بقية الجنوب أن يعطيك أرضا بلا إستعادة هوية تتمكن من خلالها أخذ قرارك بكل حرية ويكون للوطن معنى يعيش به المواطن بكل حرية وكرامة وهو مالم يتحقق ولن يتحقق اذا إتجهنا نحو نفس المنزلق القديم برهن إرادتنا للغير إقليميا ودوليا ورضينا من الغنيمة بالإياب..!!

اليوم شعب الجنوب لديه فرصة لايمكن أن يكررها التاريخ له مرة أخري وهي أن يستعيد وضعه الصحيح والإعتباري في أخذ كيانه ووطنه نحو بعث حقيقي لجذور هويته التي توحده بشكل طبيعي وسلس لايرى فيها الجميع غبن أحد لأحد.. وهو ماننشده في معركتنا النضالية الثقافية قبل السياسية التي نخوضها وينبغي لكل القوى في الساحة الجنوبية أن تتظافر جهودها بإتجاه وحدة الهدف نحوها ولاسبيل لمخرج آمن في وطن سليم من كل المعوقات والإعاقات السياسية القديمة الجديدة إلا بالإشتغال على نسق جديد مغاير يركز على خصائص تأصيلية لإستعادة جذرالهوية التي هي قاسمنا المشترك في التأسيس القادم ..!!