الجنوب.. والتساؤلات المشروعة

2015-02-15 10:18

 

السؤال الذي يتبادر للمراقب فيما يحدث من حالة انهيار تام للنظام بصنعاء والشلل في كل مؤسساته المدنية والعسكرية وصولا إلى حالة وضع رئيس دولتهم وحكومتهم ووزير دفاع جيشهم تحت الإقامة الجبرية.. من يحرك الأمور نحو التصعيد العسكري والأمني بالجنوب؟!.

 

لا شك، كلنا يدرك جليا أن حركة هذه الألوية العسكرية بالجنوب تحت إمرة قوى النفوذ بصنعاء، وهم وإن تصارعوا فيها للاستيلاء على الحكم هناك لكنهم بالجنوب ينفذون بأجمعهم هدفا واحدا هو الحيلولة دون تمكين قوى التحرير والاستقلال الجنوبية من استعادة أرضها ودولتها..وهدف كل تلك التحركات للجيش والأمن وبقية عناصرهم وأذرعهم هو إرباك المشهد الجنوبي واختلال توازنه الأمني بغية منعهم أو إعاقتهم نحو الذهاب بالجنوب إلى الانفصال عنهم في لحظة ضعف نظامهم وتشظيه بكل جغرافيتهم!.

 

وعلى أساس هذه القراءة ينبغي للجنوبيين أن يدركوا خطورة اللعبة وما يمكن أن يجهز على ثورتهم الشعبية التي نراها اليوم تضرب وللأسف الشديد بأيدي جنوبية وتحت لافتات عدة منها ما هو مباشر مع النظام، ومنها ما هو متلبس بثوب القضية، وهي منه براء!.

 

فيا ترى أين هي القوى الوطنية الحقة والفاعلة التي تستطيع أن تخرجنا من هذا الغثاء الهادر دون نتيجة وتلتقط اللحظة التاريخية بكل ظرفيتها وملابساتها للخلاص والتحرر؟.

 

أين ذهب مشروعنا التحرري من كل ما يجري على الأرض الجنوبية.. لماذا هذا الصمت المريب والسكوت المطبق ممن أدعى قيادتنا ردحا من الزمن.. أين هم المتنافسون على قيادتنا والمتخاصمون من أجلنا؟.

 

هل يبقى حالنا هكذا والقوة العسكرية الغاشمة بآلتها الحربية تعربد في مدننا وأريافنا ونحن واجمون دون فعل شيء.. ماذا نريد للتحرك ومتى نتحرك لأخذ حقنا إذا لم يكن في هذا التوقيت؟.

 

و كثيرة هي الأسئلة التي تحير المراقب للمشهد الجنوبي وتبقيه في دوامة تشل تفكيره وتذهب به بعيدا في التفكير بعدم جدية كل ما يعتمل بالساحة الجنوبية نحو التحرير والاستقلال، ولربما يذهب البعض الى أبعد من ذلك في ظنونه، فهل يأتينا الجواب العملي على الأرض؟. لا أدري، والتاريخ يسجل ولا يرحم، والله غالب على أمره!.