(2)
مع بدايات ماعرف بالربيع العربي في بعض أقطار الوطن العربي وبث الذعر في كثير من عروش دولها سرى الهيجان الشعبي كهشيم النار مع احتدام الخلافات بين مكونات النظام اليمني وتوجساته من بعضه البعض و اشتداد وتيرة الرفض الشعبي في الجنوب وصلب عودها شعبيا وسياسيا الامر الذي بدأت كثير من القوى الشعبيةوالنخب السياسية الممثلة للأحزاب اليسارية المغبونة في ظل سيطرة النظام اليمني القبلي حينها.
استطاعت هذه القوى اليسارية تأجيج الوضع الداخلي مع تهيأة الشارع شعبويا لما يشاهده على شاشات التلفاز من نقل السخط الشعبي العربي العارم الذي استطاع أن يسقط عروش لها من العمر عتيا وقد بدأت مفاصل النظام ترتعد خوفا من وصول هذه الإحتياجات عاصمة النظام وقد كان للانتفاضة في الجنوب السابقة للربيع العربي بما عرف حينها بالقضية الجنوبية التي ساعدت لأربع سنوات تحفيز اليمنيين على هذه الانتفاضة والتي بفضلها توجت بانتفاضة فبراير 2011 م .
في ظل ازدياد السخط على النظام اليمني واشتداد السخط الشعبي كانت القضية الجنوبية عنوان هذا الرفض ووقوده بل تمادت بعض قياداتها الى استخدامها ورقة رابحة لنجاح انتفاضتهم وحين اشتدت شعر النظام بخوفه الشديد منها وسقوطه وأخذ يواجه تارة وأخرى يناور بغية السيطرة على الوضع لكن المفاجئة أن بعض مكونات النظام ذاته استغل خلافاته مع بعض أركانه وتمرد عليها وأعلن انضمامه لشباب إنتفاضة فبراير وحاول جاهدا أن يسيطر عليها من خلال قواعده المتمثلة بحزبه السياسي الاصلاحي وبدأ يقوم بالإستحواذ على قيادتها واستطاع في كل خطابه أن يسوق نفسه جماهيريا على أنه المنقذ لهذا الشعب ومخلصها من دكتاتورية ما وصفه بنظام الفرد الشريك له أصلا وهو بذات الخطاب كان الجنوب وقضيته هو الورقة التي مارسها الطرفان للنيل من الآخر وتشويهه بتحميله كل أخطائه التدميرية ومالحق بالجنوب وكان هذا عاملا قويا في تحطيم الطرف الأقوى وخروجه من اللعبة وفق ماعرف حينها بالمبادرة الخليجية الأولى والمعدلةوالتي كانت بمثابة حل شبه توافقي من طرفي النظام وموافقة القوى السياسية في الملعب السياسي اليمني بذريعةتشظي وانقسام اليمن ونشوب حرب طاحنة .
ومن النظر الى طبيعة منظومة النظام ماقبل الإنتفاضة فانه يتبدى للرائي للأمور أن ميلان طرف من النظام هو لعبة تبادل للأدوار لإحتواء الانتفاضة الشبابية لكن نظرا لحدة الاحتقان الداخلي لمكوناته فقد حاول الطرف المستوقي بالانتفاظة أن يسيطر على مفاصل الأمور ظنا منه أن الامور قد سادت له وحده مما جعله يتنكر لكل خطابه أثناء الانتفاضة عن الجنوب وظلمه و حقيقة الإعتراف بالقضية الجنوبية ورفضه المطلق لها بداية الأمر الذي جعله يوقع في شراك الهزيمة لاحقا بذات الورقة الجنوبية من خلال بروز تيار جديد في الساحة سمي بأنصار الله على وقع ماعرف بقضية صعدة .
يتبع ....
اكرم احمد باشكيل
2015/2/3 م
صحيفة الايام