لقد أرسل الله خاتم أنبيائه ورسله محمد عليه الصلاة والسلام بمنهج الحق لصالح الإنسان في الدنيا والأخرة وحدد أسس العلاقات بين اكرم مخلوقاته الإنسان وأخيه الإنسان وبينه وبين الكون المحيط به والقائمة على منهج القيم القرآنية والرسالية وبذالك المنهج تأسست الأخوة والمحبة الإسلامية الصادقة القائمة على المحبة في الله ولله والإفتراق بالله وجسدتها عمليا تلك الأخوة بين المهاجرين والأنصار والتي لم ترى البشرية طوال تاريخها مثيلا لها تلك المحبة في الله ولله التي آخت بين ابن عوف القرشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي حلقت بهم في محبة الله ومنهجه متجاوزة العرق واللون والقبيلة.
أخوة تأسست على التقوى لم ترتبط بدنيا او منفعة فدانت لهم الدنيا بمنافعها،وقدمت للبشرية نموذجا فريدا في أخوة العقيدة التي جسدت أصل الإنسان الواحد والدين الواحد والإله الواحد .
تلك ثقافة دين الله الحق ومنهج رسوله التي تحلق بك في رحاب المحبة في الله ولله والتي تصبح فيها الدنيا وما فيها لا تساوي جناح بعوظة.
وعندما انحرفت تلك الثقافة بما أُدخل عليها من أراء ارتبطت بمفاهيم مغايرة هبط الإنسان من رحاب علو المحبة في الله الى أوحال الدنيا وغرق فيها مكبلا بقيود المصلحة والمنفعة والفردية والقبلية والعنصرية والجنس واللون فسفك الدماء وأفسد في الأرض ولم يعد إنسانا ربانيا يحب لأخيه الإنسان ما يحبه لنفسه.
علينا أن نستعيد ثقافة دين الحق لنستعيد تلك الأخوة والمحبة الرائعة.