الجنوب... شعب وقضية

2014-12-13 19:39

 

يتوهم البعض حين ينظر للشعوب بأنهم رعاع قادر على قيادتهم بسهولة كقطيع الغنم حيث أن ذلك المنطق الإستعلائي يقود في المحصلة النهائية الى فشل صاحب هذا التصور في القيادة فضلا عن كونه لايحمل مؤهلاتها التي يستقيم معه العود الأعوج ...!!

 

من هذا المنطلق ووفق ضرورات فقه الواقع وكيفية رؤية الأمور من معادلة التوازن بين الثابت والمتغير فإن المسائل المنظورة والمطروحة للتداول والنقاش هي غاية في الأهمية كما هي في التعقيد من حيث تداخل العلاقات وتشابك المصالح والتغير الديمغرافي بالمعطى السياسي لبنيات المجتمع وهو ماينبغي إدراكه عند المشتغلين مع القضايا الوطنية العليا المتعلقة بمصير الشعوب .

 

إذن لايمكننا بالمطلق ان نتجاوز أحقية الشعب في قول مايريد وأن نترجم ما ينبغي ان يطالب به من مطالب وطنية سياسية تتعلق بمصيره ولا ان يتم تجاوزها بوهم البعض بأنه ( قاصر) او لايستطيع أن يملي مايريد ونكون بمثابة الوالي عليه وهو مانرى مؤشرات ذلك عند البعض تحت دعاوي كثيرة منها ( القادة) و ( النخبة) وغيرها من المسميات التي لاتسمن ولا تغني من جوع .

 

إن الحقيقة التي لايلتفت لها الكثير أو يتغافل عنها هي أن الشعب والقضية شيئان متلازمان حيث انهما يمثلان جوهر ماينبغي له العمل ودونه مضيعة للوقت ودخول بمفازات السياسة التي لاتسمن ولاتغني من جوع والذي يريد ريادته فضلا عن قيادته من خارجه وبعيدا عن واقعه لايستطيع ذلك بالمطلق وهي مسألة يجب التنبه لها من اولئك بحيث لايكررون أخطاءهم مرة أخرى وهو مدعاة للتأمل في الظروف الراهنة وملابساتها بكل ماعليها من تشظيات الساسة وخلافاتها التاريخية الممجوجة فهل ندرك حقيقة أن الشعب هو الفيصل في كل القضايا وصاحب القضية بالمطلق ..!!

إذا كنا جزءا من هذا الشعب فالواجب يحتم علينا ادراك ذلك في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل تاريخه والسبيل الوحيد الي ترجمة ذلك الإدراك هو العودة له كمرجعية طالما ونحن اختلفنا على شئ يخصه وحده وهو صاحب الحق الشرعي الوحيد لاختيار حياته ومن يمثله في تحقيق غاياته الوطنية الحرة في الحياة ولا داعي ان نضيع الوقت في خلافاتنا وتضيع معها الفرصة التاريخية في تحقيق تلك الغايات ودمتم جميعا في خدمة الشعب.