التعايش فكرة رائعة تؤسس لتوحيد نسيج المجتمع وهي المنهج الرباني لبني الإنسان القائمة على ضبط منهج الإختلاف للتعايش، والجميع يتحدث عنها كفكرة، دون التأسيس الفكري والثقافي والمنهجي لها، وبهذا لن يكون لها وجود في أرض الواقع.
التعايش ثقافة، وعلينا ان ندرك انه بغياب ثقافة التعايش لن يوجد تعايش ، وثقافة التعايش تؤٓسس على معالجة عقدتين في ثقافة اليمنيين تشكلان عقلهما المُكٓوٓن ، هما العقدة اليزنية ( الإرتباط بالخارج والإرتهان له ولمصالحه وعليه تأسست ثقافة تغييب مصلحة الوطن والمواطن أمام مصلحة الخارج) وعقدة التمذهب (تحويل المذهب الى دين وعليه تأسست ثقافة الغاء الأخر وإخضاعه وتكفيره وهدر ماله ودمه وعرضه).
على الجميع التخلص من العقدة اليزنية وعلى جميع الأحزاب والمكونات السياسية، ومكونات المجتمع المدني ،أن تعيد حساباتها بإرتباطها الثقافي والتمويلي بالخارج، وتُميز بوضوح لا يقبل اللبس بين مصلحة الوطن والمواطن ، وبين مصلحة الخارج .
وقطع هذا الإرتباط فورا في حال تعارضه مع مصلحة المواطن والوطن وهذا يتطلب وعياً معرفيا بالخارج ومخططاته واستراتيجياته.
وعلى دعاة التمذهب أن يدركوا أن المذهب رأي وفقه ، إرتبط بمشكلة ما في زمان ومكان وأرضية معرفية وسقف معرفي مرتبط بزمانه ومكانه ، وليس دين فدين الإسلام جامع للجميع،ولم يقل أي إمام من أئمتنا العظام عليهم رضوان الله بأنه أتى بدين بديلاً عن دين الإسلام .
بهكذا ثقافة نُصحح ثقافتنا المُكٓوٓنة ومسارها، باتجاه خلق ثقافة التعايش حِفْظاً لنسيج شعبنا ومكوناته، وحٓقْناً لدمائنا وأعراضنا، وهذه هي مهمة علماء الدين المخلصين والمثقفين والسياسيين الواعيين بخطورة المرحلة، وحجم التآمر على الإنسان والثروة.
* خاص بـ شبوه برس - يرجى الإشارة للمصدر عند النقل .