(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) .
سنة الإختلاف قائمة الى قيام الساعة لإنها تعتمد على الأرضية المعرفية والسقف المعرفي وأدوات المعرفة.
ونجد ذلك واضحا بين جيل الآباء وجيلنا وجيل الأبناء حول رؤيتنا لنزف من أصبع إنسان لسائل أحمر فالأباء يصفونه بأنه دم، هذه أرضيتهم المعرفية وهذا سقفهم المعرفي، أما أدواتهم المعرفية فهي العين المجردة, ونحن الأبناء فسنقول أنه دم وهذه أرضيتنا المعرفية، وسنقول انه يحتوي على خلايا كريات دم حمراء وبيضاء وصفائح دموية الخ...وهذا هو سقفنا المعرفي الذي حصلنا عليه بالدراسة، اما أدواتنا المعرفية فهي العين المجردة إضافة الى المجهر (الميكروسكوب).
أما أبنائنا فسيقولون انه دم وفقا لأرضيتهم المعرفية ، ويحتوي على خلايا كرات دم حمراء وبيضاء وصفائح دموية الخ.. وخلية الدم تحتوي على ميتوكوندوريا ورايبوزومز، ومدارات بها اليكترونات ونيوترونات الخ... وفقا لسقفهم المعرفي، وأدواتهم المعرفية هي العين المجردة والمجهر الإليكتروني.
وهكذا الإختلاف في كل الأشياء التي خلقها الله، ستضل المعرفة الإنسانية تختلف فيها وفقاً للأرضية المعرفية وسقفها وأدواتها وزمانها ومكانها.
ومن هنا نجد أن الأمة الإسلامية توقفت أرضيتها المعرفية وسقفها المعرفي وأدواتها المعرفية عند القرن الثاني الهجري بِشُخوصه (رجاله) وزمانه ومكانه.
وأصبحنا نرى بعيون الموتى ونعقل بعقولهم. فصرنا أمة ميتة ، لا تُنتج فعلاً حضاريا ولا معرفة ولا أدوات معرفة،ف صرنا خارج الحضارة.
وسنة الله غالبة وماضية فتغيرت المعرفة بأرضيتها وسقوفها وأدواته وامتلكها الماضون مع سنة الله وأصبحنا لا نمتلك المعرفة.
ومن زاوية اخرى لم نُضف الى مذاهب(فقه) القرن الثاني أي معارف جديدة وإنما حولنا هذه المذاهب والتي هي فهم بشري لنصوص دينية مرتبطة بأرضية معرفية وسقف معرفي وأدوات معرفية وزمانها ومكانها الى أديان (التمذهب) وتحولنا الى أمة تقتل بعضها وتُكفر بعضها وفقاً لمفاهيم مغلوطة ليست من دين الله، يرى كل منها أنه الدين الحق وما يخالفه كفر وخروج عن دينه (مذهبه) هو ، وأنه هو الممثل الوحيد لدين الله وأنه الفرقة الناجية وغيره في النار. ونسوا أن هذا الدين رحمة للعالمين، وللناس كافة. ولم ولن يكون لعنصر أو جنس أو قبيلة.