*- شبوة برس – د ياسر اليافعي
كيف يمكن أن نصدق الحديث عن "إصلاحات اقتصادية" و"حماية العملة الوطنية"، بينما يتم تسليم قطاع الاتصالات – أحد أهم الموارد السيادية لأي دولة – لشركة أجنبية مثل Starlink؟
قطاع الإنترنت في المحافظات المحررة، الذي كان من المفترض أن يُدار بسيادة وطنية ويُستخدم كأداة اقتصادية لتعزيز النقد المحلي، بات اليوم يضخ ملايين الدولارات شهريًا إلى الخارج، وتحديدًا إلى شركة أمريكية مملوكة لإيلون ماسك!
يا جماعة، الاقتصاد ليس عواطف ولا تصريحات براقة. الإصلاح الحقيقي منظومة مترابطة، والنظام الاقتصادي أشبه بآلة دقيقة لا تعمل إن تعطّلت إحدى تروسها.
الاتصالات ليست خدمة ترفيهية بل ثروة سيادية، وفقدان السيطرة عليها هو فشل ذريع في القيادة والإدارة والتخطيط.
والكارثة الأكبر أن هذا لم يحدث عن جهل، بل عن تعمد واضح لإفشال المشروع الوطني (عدن نت)، وفتح الباب على مصراعيه لاستبداله بمشروع "ستارلينك"، بلا رؤية وطنية ولا حتى دراسة جدوى.
أي حكومة تتخلى طوعًا عن أحد مصادر سيادتها، وتتفاخر بأنها حققت "إصلاحات نقدية"، فهي إما تخدع الشعب أو لا تفقه شيئًا في إدارة الدولة.
فلا تنتظروا من هذه العقلية العشوائية إنقاذًا حقيقيًا للاقتصاد، ولا تتوقعوا استقرارًا طويل الأمد للعملة، ما دامت الثروات تُنهب، والقرارات المصيرية تُدار من خارج البلاد.
الصراحة تزعل لكن الواقع مؤلم وموجع للمواطن العادي ..
#ياسر_اليافعي