على استحياء وكتخلي عن واجبها كما ظهر من صيغة بيانها المقتضب أتحفتنا (الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم ) عندما أعربت عن استيائها لإقحام جامعة حضرموت والصفة الأكاديمية لمنتسبيها في (ما أسمته) المماحكات الإعلامية والسياسية في ظل ما يجري من أحداث في الساحة .. وذلك تعليقا على قول محافظ حضرموت : ( سنوجه الأمن لفرض هيبة الدولة وقدمنا للنيابة أسماء المتسببين في تعطيل حياة الناس ومنهم أكاديميين بجامعة حضرموت).
ومن ما يلاحظ على بيان النقابة ذو الصفة الاستنكارية أنه لم يدافع عن أكاديميي الجامعة الذين قدمت السلطة أسماءهم إلى النيابة ، وإنما اكتفوا بالاستنكار في ( الخبر الذي تداولته المواقع الالكترونية عن محافظ حضرموت الذي أقحم فيه الصفة الأكاديمية الاعتبارية لأعضاء هيئة التدريس في سياقٍ لا ينبغي أن تقحم فيه حد تعبيرهم ، وهو تحديد لا يعني الكثير ولا علاقة له بالموقف النقابي .. حيث أن البيان يدافع عن الصفة الأكاديمية الاعتبارية لأعضاء هيئة التدريس من إقحامها كما قال في سياق لا ينبغي أن تقحم فيه .. وصمت البيان عن حق الأكاديميين في التعبير عن آرائهم في مجتمعهم .. وكان حري بهم تأكيدهم وقوف النقابة مع أكاديمييها ضد أي تعسف من السلطات بسبب الرأي أو الموقف ولو كان سياسياً .. وهذا مؤشر خطير على طبيعة أداء النقابة المستسلم للسلطات أو تبعيته لها .. الملفت في البيان أنه يتحدث عن ما يجري من أحداث في الساحة ..
فما هي تلك الأحداث التي تحدث في الساحة ؟
وعن أي ساحة يتحدث البيان ؟
ولماذا لم يذكر البيان ( الهبة الشعبية الحضرمية ) وموقف النقابة منها ؟
البيان مختصر ومريب وفيه تخلي وبراءة من أي أكاديمي يمسه أذى من سلطات الاحتلال اليمني بسبب رأيه أو موقفه أو نشاطه في المجتمع بل إن البيان يسقط الصفة " الأكاديمية " عن أي أستاذ من اساتذة جامعة حضرموت عبّر عن رأيه أو موقفه مما يحدث في بلاده .. لأن صفة الأكاديمي كما يفهم من البيان لا تخوّل لحاملها أن يخوض في الشأن العام .. ومن هنا يأتي استياء هيئة إدارة النقابة (لإقحام جامعة حضرموت والصفة الأكاديمية لمنتسبيها في المماحكات الإعلامية والسياسية في ظل ما يجري من أحداث في الساحة) .. ويبدو أن سكوت النقابة عن التعليق على ما تداولته المواقع الإلكترونية عن التقرير الأمني الذي افترى على الأستاذين الجامعيين د.سعيد الجريري و د.خالد بلخشر متهما اياهم باطلا بالتحريض على إذاعة المكلا .. يأتي في هذا السياق الذي يخلي مسئولية النقابة عن أعضائها خارج أسوار الجامعة ونطاق عملها ..
فهل ما عبّر عنه بيان الهيئة الإدارية للنقابة يعبر عن موقف أعضائها ؟
مهما كانت الإجابة فانها لا تدل إلا على تهاوي الأداء الحقوقي للنقابة .. وربما تواطئها مع السلطات .. وهو ما يفسر غياب النقابة والجامعة عن التأثير الإيجابي في الهبة الشعبية الحضرمية التي تبناها المجتمع الحضرمي بالإجماع ..
إن ما حدث من تهديد لأمن وسلامة الدكتورين الجريري وبلخشر يتطلب موقفاً حاسماً من الجامعة والنقابة يتجاوز مرحلة البيانات ( الهبلا ) إلى التأثير المرجو .
ليت أن النقابة لم تصدر بياناً كهذا...
لأنه أضعف مكانتها وقدرها عند كتّاب التاريخ وراصدي المواقف الحقوقية فهو في المحصلة الأخيرة بيان رديء جداً ولا يليق بنقابة جامعية...!!
محمد بن ماضي
تويتر: @mohammedbinmadh