اللقاء التشاوري الموسع .. حضرموت في الشنطة..

2019-07-14 15:10

 

ما زال أحد يعتقد ان بإمكانه تمرير مصالح من خلال مكونات تحمل صفة المجتمع بدلا من تبنى قضايا ذلك المجتمع ومعاناته كونها ممثلة له وعنه.

 

ثلاثة في واحد ..

اللقاء انعقد برئاسة ثلاثية، لثلاث مكونات لها اعتبارها الثقيل في المجتمع، السلطة المحلية، والحلف القبلي، والتمثيل المجتمعي من خلال مؤتمر حضرموت الجامع، شائت الاقدار (فقط) ... ان الصفات الثلاث كانت حاضرة مجتمعة في شنطة شخص واحد يتوسط الطاولة! فهو الشعب والعسكري والحاكم..

 

بترومسيلة ....!!!

الصدمة الكبيرة.. ان البيان تحدث عن رئاسة الجمهورية بصفة الابوية البريئة.. وكأنها المسكينة لا تعلم ما تعانيه البلاد من أوضاع مأساوية، ولم تأخذ خبرا بها، وبدرجة ثانية الحكومة .. الا ان البيان أشار بوضوح الى ان كل مصائب البلاد (ذلا) من شركة بترومسيلة فقط !!! والتي وجه لها نصيب الأسد من هجومه مكررا في اكثر من فقرة بأنه يدعوا الرئيس لـ إلزام شركة بترومسيلة ... إلزام شركة بترومسيلة ... إلزام شركة بترومسيلة ... وهنا الجماعة قلبوا الهرم فأصبحت بترومسيلة هي الرئاسة وهي الحكومة وهي السلطة المحلية! وكأننا نتحدث عن دولة داخل دولة وشركة مارقة خططت للانقلاب الحوثي في 2014 وخططت لهربة الرئيس وكل ما تلاها من احداث مأساوية أوصلت البلاد لهذا الوضع المزري.. ناقص فقط يذكرون مسئوليتها عن جرائم الهولوكوست والقاء القنبلة الذرية على هيروشيما..

هذه القيادات  ما زالت تعتقد انه بإمكانها استغفال الناس بهذا الأسلوب الهابط ... وان كنت أحيانا اعذرهم لطريقة تفكيرهم هذه بسبب غياب وربما جبن كتاب الرأي عن قول الحقيقة واستغراق اقلامهم في دوامة الاستقطاب الإقليمي دون عائد على المجتمع ..

 

الدهشة مستمرة ..

لم يتوقف البيان عند هذه القراءة المقلوبة لسلم المسئوليات وإثارة دهشة القراء.. فجائت مخرجات لقاء الشنطة الموسع والناجح بدون معارضة تذكر.. بتشكيل ثلاث لجان .. الأولى وهي لجنة (مقابلة) الرئيس.. وتلك اللجنة برئاسة المحافظ ووكيله الأول.. ومن النص تفهم بانها رئاسة تشاركية من شخصين، وما يجعلها مفصلة على قياس شخص واحد هو غياب محافظ حضرموت لأسباب صحية ربما تطول بدرجة تسمح لان يكون شخص واحد فقط هو من سيجلس مع الرئيس.. وهنا يتضح بأن الهدف ليس شيء اخر غير الجلوس مع الرئيس ولو لخمسة عشر دقيقة فقط، أؤكد لكم ان موضوع الكهرباء والامن لن يكون من ضمن محاورها الا ان كان بصورة شكلية وبمرور الكرام وبدون التوقف عنده ..

والثانية هي لجنة متابعة الافراج عن المختطف الرائد عبيد بازهير وزملائه، ولم يسمي البيان لا رئيس لها ولا أعضاء مثل على سابقتها..

والثالثة لجنة العصيد واثارة الفوضى (لجنة التصعيد) .. ويبدوا انها لجنة مفتوحة الخيارات، سيتم تضمينها في الشنطة .. في حال لم يوافق الرئيس التنفيذي لتحمل تكاليف ربط كهرباء دار الشيخ من كيس الشركة ..

 

محمد بن ماضي

14 يوليو 2019م