من قدموا الجنوب على طبق من ذهب لا يحلمون باستعادته على طبق من ذهب

2012-11-13 18:34

 

 

من قدموا الجنوب على طبق من ذهب لا يحلمون باستعادته على طبق من ذهب

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.

من المشاهد المثيرة للاهتمام في الشأن الجنوبي أن من قدموا الجنوب عام 1990م وعام 1994م على طبق من ذهب لنظام الاحتلال المتخلف والهمجي في صنعاء ركبوا موجة ثورة شعب الجنوب السلمية الحضارية التحررية المباركة على عجل اعتقادا منهم أنهم خلال فترة وجيزة سوف يستعيدون الجنوب على طبق من ذهب ليعودوا ليحكموا الجنوب من جديد تحت مبدأ رفع الشعارات التي تدغدغ مشاعر الجماهير , ولكنهم لا يعلمون شيئا عن الخطوات التي يجب إتباعها للوصول إلى تحقيق تلك الشعارات التي كانت قوى الثورة الجنوبية تطلب من الشباب رفعها لتثوير الجماهير الجنوبية في فترة بداية الثورة الجنوبية , فلو سألت هذا التيار اليوم سؤال: بعد أن وصلت الثورة الجنوبية إلى هذه المرحلة ماذا بعد ؟؟ فلن تجد إجابة شافية وصحيحة , لأن هذه القوى جاءت لتركب مسيرة الثورة الجنوبية دون دراية بمنطلقاتها العلنية والخفية .       

 أما قوى الثورة الجنوبية الحقيقية التي تبنت فكرة الثورة وعملت على تحويل الفكرة إلى خطة عمل متكاملة تحتوي على عدة مراحل: فيها درجات من المرونة , والتوقعات والاحتمالات والبدائل في حالة الاخفاقات والانتصارات , والادوار التي ينبغي أن تلعب وعلى مختلف الاصعدة الداخلية والخارجية, والقوى التي سوف تتصدى لكل مرحلة , بالاعتماد على الامكانيات الذاتية والشعبية , ومن هذا الخطة استنبط البرنامج السياسي كمشروع غير علني , بغرض وضع الحلول لبعض الامور محتملة الحدوث .

فجاءت القوى الطامحة لاستعادة حكم الجنوب تفصل مواد هذا البرنامج بما يمكنها من تحقيق هدفها, وهو الحكم , مستغلة الامكانيات المالية التي سلبتها من أموال الجنوب في الماضي , أو ما تحصل عليه من دعم مالي اليوم.

لتسخر هذه الأموال لبسط سيطرتها على الشعب الجنوبي وثورته.

بل اصبحت تخون كل جنوبي يخالفها في الرأي أو يرفض إعلان ولائه لرموز هزيمة الجنوب عام 1994م , أو يرفض الاعتراف بأكذوبة الرئيس الشرعي للجنوب .

واصبحت تجير كل فعاليات شعب الجنوب النضالية لصالحها من خلال تسخير ما تسمى بـ ( قناة عدن لايف) لهذا الأمر . ولكن الأيام بدأت تكشف الحقائق .

ولهذا نقول لمن قدموا الجنوب على طبق من ذهب لا تحلمون باستعادته على طبق من ذهب لتحكموه .

وإنما شعب الجنوب الذي قدم التضحيات الجسام وفي مقدمته شباب وشابات الثورة الجنوبية هم من يحق لهم أن يحلمون باستعادته وحكمه , لأنهم بتضحياتهم السابقة واستعدادهم على مواصلة النضال وتقديم المزيد من التضحيات هم القادرون على استعادة الجنوب ولو على طبق من نار.

وهناك فرق شاسع بين رموز الهزيمة ورموز الانتصار.

واستعادة الجنوب بحاجة إلى رموز انتصار وليس إلى رموز هزيمة.

فمن كان رمزا للهزيمة بالأمس لا يمكن أن يكون رمزا للانتصار غدا.

وهذا يقوله التاريخ وليس نحن .   

13 نوفمبر 2012م .