الحزب الاشتراكي الحبيس داخل صندوق الـ«اقليمين» داخل صندوق الفدرالية مدعو إلى مراجعة منهجه (اللامنهج) في مقاربة الحوار الوطني.
الاشتراكي الهارب من البديهيات، بديهياته هو، التي صارت 20 نقطة في بدء أعمال التحضير للحوار، مدعو إلى العودة إلى تلك البديهيات بدلا من التحليق وراء العصفورين أو ال5 عصافير.
رهين المحبسين هذا مطالب بتحرير نفسه أولا قبل أن يتصدى لتحرير الشعب أو تحرير الدولة المختطفة.
ما من سبيل أمامه سوى التهيئة في الجنوب بدلا من التمترس الفدرالي لصالح قوى في الشمال والجنوب لن تتردد في دهسه.
هذا السبيل وحده الذي يمكنه من قيادة اصطفاف على قاعدة المواطنة وسيادة القانون وتحجيم الميليشيات المسلحة ومراكز القوى التقليدية.
من يقف وسط الطريق تدهسه العربات، والاشتراكي مرشح ليكون الضحية الأولى لخارطة الطريق الراهنة التي تقترح تغيير طبيعة الدولة وفتح البلد على مرحلة تأسيسية، وهي الخارطة التي تتحمس قيادة الحزب لها دون أية حوافز يمكن ان تدرها هذه الخارطة على الحزب والدولة المرشحة للانهيار خلال الأشهر القليلة المقبلة.
القوة هي إدراك للفرص والقدرات، والاقتدار هو فاعلية السياسي في استثمار القدرات على النحو الأمثل.
الاشتراكي مقدر له في أحسن الأحوال أن يكون تابعا ذليلا في اقليم افتراضي أو 2 أو 5 فوحديوا الجغرافيا وانفصاليوها هم من سيتسيدون الاقاليم التي يلهج قادة الاشتراكي بفضائلها.
لكنه يستطيع ان يتصدر ويصنع التحول إذا ما قرر التشبث بالبديهيات التي تحظى بتأييد كبير في الاوساط الجنوبية والمدنية والشبابية.
المرحلة التأسيسية تجنب الاشتراكي هزيمة مدوية في انتخابات يريدها الآن المؤتمر الشعبي والاصلاح، وهذا _إن شئتم_ حافز المتقاعسين الذين يراهنون على معجزة ما تغير مصائر المتصارعين وأوزانهم!
لكنها تلحق المزيد من الضعف بالدولة المضعضعة اساسا، وتكرس بيئة مناسبة لانتعاش العصبويات وقوى العنف في اليمن، جنوبا وشمالا، ما يهمش القوى الحزبية والمدنية ويمكن العنفيين من الإمساك برقاب الاقاليم أيا يكن عددها.
المرحلة التأسيسية تعني أن الحوار الوطني فشل، وأن المرحلة الانتقالية لم تنجز مهامها، وأن منهجية الحوار الوطني، من صعدة إلى الجنوب مرورا بالعدالة الانتقالية والنظامين الرئاسي والانتخابي، عبثية وبلا نهاية، وتعرض اليمنيين لمخاطر جسيمة، واليمن لانكشاف غير قابل للتدارك.
الاشتراكي، بما هو المنبع الذي صدر لليمنيين الفدرالية والحوار الوطني والنقاط العشر وال12 وال20 والمرحلة التأسيسية والدولة الضامنة والمجتمع الدولي الضامن (هل تذكرون تصريحات الأمين العام للحزب التي تؤكد بأن حل القضية الجنوبية هو المدخل للإصلاح الوطني الشامل؟)، مطالب بالالتفات قليلا إلى الوراء، واستظهار ما كان يقوله ويردده خلال العامين الماضيين، وإلا فإن تحليقه الافتراضي في المستقبل لن يمكنه لاحقا من ايجاد موضع قدم له في بلد المراحل الانتقالية والتأسيسية.