‘‘ حزب الرئيس‘‘ ما عاد حزب الرئيس!

2014-04-13 08:49

 

كان "المؤتمر الشعبي العام" يوصف بأنه "حزب الرئيس" أو "حزب الحاكم" رغم أن الوصف الإجرائي (السياسي والاعلامي) له كان "الحزب الحاكم".

 

تنظيم سياسي ولد من رحم السلطة ونما في كنفها واستحوذ على الاغلبيات البرلمانية دورة تلو أخرى بفضل هيمنته على أدوات القوة في الدولة وفي المقدمة منها المال العام والإعلام، يصعب تصور وجوده من دون أن يكون على رأسه رأس الدولة.

 

لكن واقع "المؤتمر الشعبي العام" بما هو حزب الرئيسين السابق واللاحق أكثر تعقيدا من أوضاع أمثاله في دول "الربيع العربي". فهذا التنظيم السياسي الذي جاء لتعويض النقص الحاد في "السياسة" في ظل نظام عسكري في اليمن الشمالي (1982) لم يحل كما حصل للحزبين الحاكمين في تونس ومصر، بل صار شريكا في نصف الحكومه اليمنية وبات امينه العام (هادي) رئيسا ورئيسه (صالح) زعيما، ودخلت اليمن دورا جديدا من الضلال والفساد بفعل تركيبة غير طبيعية يعارض فيها جزب "الرئيس" السابق أمينه العام المترأس دولة بشارك فيها حزبه بنصف مقاعد الحكومة!

 

***

 

"الأوفياء" للمؤتمر الشعبي العام _ بحسب التوصيف المحبب للرئيس السابق صالح لمن يقف في صفه_ يقولون إن الرئيس الحالي _ أمين عام الحزب_ هو من يعارض الحزب وليس العكس.

 

المشهد "المؤتمري" يبعث احيانا على الضحك.

 

لدينا رئيس جديد تسلم الرئاسة من سلفه الذي حافظ على رئاسة الحزب.

 

لكن الرئيس الجديد _ وهو النائب المستدام للرئيس السابق_ نفور تروك! ينفر من رئيسه السابق في ما يمكن عزوه إلى "عقدة أوديب"، تماما مثلما انه نفور، أكثر، من رئيسه الاسبق (علي ناصر محمد).

 

فالنواب المزمنون لا يطيقون بعد ترؤسهم وجود رؤسائهم في الجوار. "أوديب اليمني" تروك أيضا، فهو لا يطيق الحزب الذي جاء باسمه إلى الرئاسة ولا يقود انقلابا داخل حزبه للانفراد بالرئاسة والزعامة معا. ثم أنه لا يفكر مطلقا بتدبير انشقاق يأخذ معه نصف الحزب أو أكثر تاركا للزعيم البقية الباقية من "الرجال الأوفياء"!

 

هذه بالتأكيد مشكلة نفسية في ما يخص الرئيس الجديد! وهي مشكلة وجودية في ما يخص سلفه، الرئيس السابق. لكنها بالتأكيد مشكلة سياسية _ ووطنية بالتالي_ في ما يتعلق بمستقبل حزب حاكم يعيش حالة غير مسبوقة بخروج رئيسه ومؤسسه من دار الرئاسة وحلول النائب المستدام في الحكم والحزب، محله في الرئاسة، فما عاد "حزب الرئيس" هو "حزب الرئيس"، تلك مفارقة اليمنيين الجديدة في بلد معجون بالمفارقات منذ أقام دولتيه الحديثتين في الشمال والجنوب، وبفعلها تقزم "الحزب الحاكم" أو حزب "الرئيسين" إلى الحد الذي تحول فيه رجال هيئاته العليا إلى مضاربين في بورصة الحكم بعدما كانوا على الدوام محض اتباع أوفياء للرئيس القائد والأمين المؤتمن.

 

يمكن قراءة الكثير من التطورات في "يمن" المرحلة الانتقالية انطلاقا من هذه المفارقة في "العربية السعيدة"!

 

____ _ ____

 

* الصورة المرفقة لحصان كندي قزم نشرتها صديقة تعيش هناك. والحصان هو الرمز الانتخابي للمؤتمر الشعبي.