إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني

2025-11-12 12:13

 

الفيديو الذي غيّر وجه الشرق الأوسط

الشرق الأوسط تغيّر حقًا. المشهد الصادم كان ظهور الرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن، يلعب كرة السلة مع قائد القيادة الوسطى الأميركي، الأدميرال براد كوبر، تحت أنظار الرئيس دونالد ترامب الذي عانقه بحرارة، فيما ترددت أنباء عن رغبة إيفانكا في الرقص معه. فيديو كهذا، يقول المراقبون، أعاد رسم خريطة المنطقة وفتح مرحلة جديدة عنوانها “سوريا الأميركية”.

 

من كان يظن أن النظام الذي تحدّى واشنطن لسنوات سيصبح في كنفها؟ هكذا تغيّر العالم؛ روسيا التي دعمت دمشق باتت منشغلة في حرب أوكرانيا وتفقد نفوذها، وتركيا تصنع طائرة “قان” الشبحية بمحرك محلي، بينما إيران عاجزة حتى عن شراء مقاتلات من الجيل الرابع. بين هذه التحولات، بدا الشرق الأوسط وكأنه يدار بعين أميركية إسرائيلية واحدة، لا فرق فيها بين الكاوبوي والحاخام.

 

الصدمة أصابت حتى بنيامين نتنياهو، الذي فوجئ بظهور الشرع إلى جانب كوبر، مشهدٌ فاق تأثيره لقاءه المرتقب في المكتب البيضاوي. ويُقال إن ترامب انتزع سوريا من أيدي الأتراك والسعوديين ليجعلها منصة أميركية في قلب المنطقة، تمامًا كما حلم برنارد لويس حين وصفها بـ“العربة العتيقة التي تجرها آلهة مجنونة”.

 

اليوم يُطرح سؤال جوهري: هل تنضم دمشق إلى “ميثاق إبراهيم” وربما إلى “ميثاق إسحاق”، بعدما أُلقي إسماعيل وأمه هاجر مجددًا في وادٍ غير ذي زرع؟ الشرق الأوسط الجديد وُلد من رحم دمشق لا من واشنطن، وروسيا التي أرادت موطئ قدم في المياه الدافئة وجدت نفسها تتراجع خطوة بعد أخرى في التاريخ.

 

في لبنان، هناك من ينتظر “الوالي الأميركي” على سوريا ولبنان، فيما تتهاوى الشعارات القديمة حول فلسطين وسوريا الممانعة. قال سمير جعجع ذات مرة “ليحكم الإخوان المسلمون”، وها نحن أمام حكم “إخوان الإخوان”، بالوسيلة أو بالعقيدة أو بالمرجعية، والمحصلة واحدة: زوال النظام القديم.

 

الشرق الأوسط يدخل عصرًا جديدًا، وسوريا تتحول إلى لاعب أميركي – وربما إسرائيلي – في آن واحد. “هآرتس” لخّصت المشهد بعبارة: “من الرصاصة إلى الكرة”. من الحرب إلى الرياضة، من المقاومة إلى التحالف، وبينهما ضاعت الأرواح وتبددت الهويات. ما الذي تبقّى سوى الانتظار، ولو على أبواب الجحيم؟