*- شبوة برس – مصعب عيديد
تقف حضرموت اليوم موقفاً صلباً وراسخاً في مواجهة كل محاولات الإخوان للوجود فيها، بعد أن خبرت تجاربهم ورأت نتائج عبثهم في مناطق أخرى. فلم يعد هناك أي قبول لخطابهم المزدوج ولا لأدواتهم التي تحاول التغلغل تحت عناوين وشعارات براقة، في حين أن حقيقتهم مكشوفة وأهدافهم واضحة في إغراق حضرموت في الفوضى خدمة لمشاريع خارجية.
إن الإجماع القبلي في حضرموت جاء حاسماً ليقطع الطريق أمام محاولات التمرد التي يقودها حلف بن حبريش، المدعوم من جهات تسعى لإضعاف النسيج الحضرمي وضرب استقراره الأمني والاجتماعي. فقد أعلنت القبائل رفضها القاطع لهذا المشروع الذي لا يمثل إلا أصحابه ومن يقفون وراءه، وأكدت أن حضرموت ليست ساحة عبث ولا مزرعة لأحد.
وهذا الموقف يعكس وعياً حضرمياً متقدماً وإدراكاً جماعياً بأن بقاء المحافظة بعيداً عن فوضى الإخوان وحلفائهم هو صمام الأمان للحاضر والمستقبل، وأن أي محاولة لاختراق الصف الحضرمي ستواجه بصد منيع وإجماع جامع، يثبت أن الكلمة الأخيرة هي لأبناء حضرموت الأوفياء لخصوصيتهم وهويتهم وولائهم لأرضهم وأمنهم.
فلقد أدرك أبناء حضرموت أن التمرد الذي يتزعمه حلف بن حبريش ليس سوى أداة يستخدمها الإخوان لإعادة إنتاج نفوذهم المفقود، بعد أن لفظتهم المحافظات ورفضتهم شعوبها، وأن هذا الحلف يسعى لتوظيف الورقة القبلية في معارك سياسية لا علاقة لها بمصالح حضرموت ولا بمطالب أهلها، وإنما تخدم مشاريع ضيقة تفتح الأبواب أمام الفوضى والاقتتال.
ورغم كل محاولات التحريض والتأليب، فإن صوت حضرموت يعلو بالرفض والإصرار على وحدة الصف القبلي والاجتماعي، وإفشال كل مخطط يستهدف السلم الأهلي أو يسعى لجر المحافظة إلى أتون صراعات مدمرة. فالقبائل بمواقفها الواضحة تؤكد أنها صمام أمان، وأنها قادرة على حماية أرضها من عبث المغامرين وأطماع الطامعين.
إن حضرموت اليوم ترسم صورة مختلفة عن بقية المناطق، إذ تحولت إلى نموذج للتماسك المجتمعي في مواجهة محاولات الإخوان لفرض أجنداتهم الرديئة، وتؤكد أن مصيرها لن يقرره الغرباء ولا المرتبطون بمشاريع خارجية، بل سيصنعه أبناؤها المتمسكون بقرارهم الحر وكرامتهم، الرافضون لأي عبث يستهدف هويتهم ومستقبل أجيالهم.