"اللهم اجعل كلماتي هذه خالصة لوجهك الكريم، وناصرة للحق وأهله، اللهم وفّقني لأن أقول الصواب، وأكتب ما فيه خيرٌ لوطني وشعبي، واجعل قلمي شاهدًا لي لا عليّ."
من الواضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم يقف أمام تحديات جسيمة تتطلب قيادة رشيدة وإدارة متوازنة للحفاظ على مكتسبات الجنوب وتعزيز مشروعه الوطني. غير أن بعض الممارسات الفردية والسلوكيات السلبية التي تصدر من هنا أو هناك قد تنعكس سلبًا على صورة المجلس وتؤثر على شعبيته، إذا لم تُواجه بحزم وحكمة.
من المهم أن تدرك القيادة الانتقالية أن الحاضنة الشعبية هي رأس مالها الحقيقي، وأن أي تغطية أو تساهل مع الأخطاء من شأنه أن يُحدث شرخًا بين القيادة وقواعدها. فالجماهير التي منحت ثقتها للانتقالي تنتظر منه أن يكون مظلة وطنية تحمي مصالحها، لا غطاءً لأعمال فردية أو تجاوزات شخصية.
ولا يخفى أن المتربصين بالانتقالي كثر، يتصيدون أي خطأ أو خلل، ويرغبون في حدوث أي تصدعات بين القيادة والشارع الجنوبي ليستغلوها في ضرب المشروع الجنوبي. ولذلك فإن الحزم في محاسبة المتجاوزين، والحرص على الشفافية، والابتعاد عن المحاباة، كلها خطوات ضرورية لإفشال تلك المخططات وتعزيز ثقة الشارع الجنوبي.
وبهذا فقط يمكن للمجلس الانتقالي أن يحافظ على رصيده الشعبي، ويستمر في قيادة مشروع الجنوب بمساندة جماهيرية واسعة، بعيدًا عن أي تصدعات أو انحسار في التأييد.
وفي الختام، نوجّه الدعوة للقيادة الانتقالية إلى التمسك بالثقة الشعبية الغالية، والعمل على إحداث متغيرات ملموسة تلامس حياة المواطن الجنوبي، خصوصًا في مجالات الخدمات الأساسية، بما يعزز الأمل ويرسخ قناعة الناس بأن الانتقالي هو خيارهم وملاذهم في بناء المستقبل المنشود.