مابعد مؤتمر نيويورك ليس مثل قبله

2025-09-23 20:59

 

ما بعد مؤتمر نيويورك ليس مثل ما قبله. فالمنطقة مقبلة على مفاهيم ومفردات جديدة، وتنافس اقتصادي وتجاري، وسباق في الطاقة المتجددة، وتحسين البيئة، وجودة التعليم. وسيكون معيار عظمة الدول ليس بمساحاتها أو قوتها العسكرية والبشرية، بل ستتصدر العصرَ "الدولة الوطنية الراشدة" ذات المشاركة الشعبية والمحلية داخل حدودها المعروفة، بعيدًا عن أحلام التوسع وتكبير الخرائط، والتهديد بإلغاء المعاهدات، ودعاوى الحقوق التاريخية، وشعارات الوحدة العربية والخلافة الإسلامية، وولاية المرشد وولاية الفقيه.. وشعارات "الوحدة أو الموت".

 

وسوف تتراجع الدول المانحة عن تقديم الإعانات والمساعدات بسبب تراجع الطلب على الطاقة الحالية، وانخفاض أسعارها، وتعاظم اهتماماتها الداخلية. فكل دولة كانت معتمدة على تلك المساعدات عليها أن تعتمد على ذاتها وإدارة مواردها وتدبر أمورها. وسيتراجع الطلب على استهلاك الطاقة غير النظيفة لصالح الطاقة النظيفة. وهكذا، وأمور أخرى كثيرة، ستظهر في المنطقة خلال المائة عام القادمة.

 

لا شك أن العالم بأسره مقبل على نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ومنسجم الأهداف، وأن اهتمامات جديدة تتعلق بالتجارة والتعاون والحوكمة والذكاء الاصطناعي، وتغيير كبير وهائل في الثقافات والمفاهيم. ونتأمل أن يسوده العدل والسلام، وأن تقام فيه الدولة الفلسطينية التي أصبحت حقيقة بعد الاعترافات الدولية بها. كما نتأمل من الأشقاء اليمنيين أن يستوعبوا تلك المتغيرات، وأن يتخلوا عن بناء جدران الكراهية لشعب الجنوب العربي، وأن لا يدفعوا الجنوب إلى ما يلزم اتخاذه حيال حقه في قيام دولته المستقلة بجوار حسن مع اليمن في إطار الأسرة الدولية.

 

الباحث/ علي محمد السليماني