الحقائق التي يجب التسليم بها ومعالجتها كما هي

الحقيقة الأولى أن الحوثيين مكلفون من كل الأطراف اليمنية بالحفاظ على الدولة السبئية الباطنية التي تحظى بالعناية والدعم من الدولة العالمية العميقة في تل أبيب وفي روما.

الحقيقة الثانية أن الصراع بين تلك الأطراف اليمنية يتمحور حول الجنوب العربي.

الحقيقة الثالثة أن الهدف الجمعي لتلك الأطراف اليمنية هو إضعاف شعب الجنوب العربي وتمزيق وحدته الوطنية والجغرافية وإضعاف قدراته القتالية من خلال حصار الشرعية والسفير عديم الكفاءة.

الحقيقة الرابعة أن هدف كل الأطراف اليمنية هو إفشال كل جهود التحالف العربي السياسية كما أفشلوا جانبَه العسكري وأرغموه على الاستسلام قسراً وتحميله تكاليف الحرب التي تقدرها تلك الأطراف بحوالي 300 مليار دولار.

وفي هذه الحقيقة يكمن حلم تلك الأطراف وفي نفس الوقت هلاكها، لأن القوى الدولية العظمى تشتاق لتلك المليارات أكثر من زعماء عصابات اليمن المتآمرين، فحتى لو استسلمت السعودية قسراً فلن تسمح أمريكا لتلك المليارات أن تصل إلى أيدي عصابات، وإنما ستختلق مجالات أخرى لصراع مستدام داخل السعودية.

ومن هنا يجب على شعب الجنوب تعزيز جبهته الداخلية وتحالفه الدولي بتأمين الملاحة البحرية مع احتفاظه بتحالفه العربي الحالي، وإلغاء الشراكة مع الطرف اليمني الذي بات موقفه لا يختلف كثيراً عن موقف الحوثيين. وفرض الأمر الواقع على جغرافية الجنوب العربي بالإدارة الذاتية حتى تتمكن تلك الأطراف اليمنية من ترتيب وضعها اليمني وخلافاتها على وريث الحكم في بلدها، ثم الجلوس معها كطرف واحد لمفاوضات سلام بين اليمن والجنوب العربي مع الأخذ بعين الاعتبار أن تلك العصابات تخوض حرباً شاملة على الجنوب لخلط أوراق اللعبة ومحاولة أخيرة لاستعادة احتلاله، وإذا ارتكبوا هذا الخطأ فسيكون مفتاح عودة الدولتين لما قبل عام 1990.

الباحث/ علي محمد السليماني