يقال ان الحرب الإسرائيلية الأمريكية الغربية على إيران من اجل منعها من امتلاك أسلحة نووية !! لكن قد تكون الحقيقة غير ذلك تماما، لأن إيران لاتملك حاليا اسلحة نووية كما ان وكالة الطاقة الذرية تعرف كل كبيرة وصغيرة عن برنامج إيران النووي وتشرف عليه بواسطة فرق التفتيش وكاميرات المراقبة المثبته في كل زاوية من المفاعلات النووية.
- هل نملك إيران سلاح النووي؟
ليس بعد، وإن كانت تنوي امتلاك قنبلة نووية لكن ليس بمقدورها ذلك بعد أن سمحت للمفتشين التابعين للوكالة الدولية بمراقبة نشاطها النووي.
وفي حال امتلكت إيران سلاح نووي سيكون تهديد وجودي حقيقي ليس لامريكا وإسرائيل انما لخصومها العرب! ويجب منعها بكل الطرق الممكنة.
لكنها لازالت بعيدة عن صنع قنبلة نووية ولن يسمح لها العالم بذلك.
- ماهو السبب الرئيسي للحرب على ايران؟
السبب الحقيقي للهجوم الإسرائيلي الأمريكي على إيران ليس البرنامج النووي! وإن كانت أمريكا وضعته في المرتبه الأولى إعلاميا، انما هو ذات السبب الذي صنعته وصورته إعلامياً لغزو العراق واحتلاله (اسلحة الدمار الشامل)! لذلك فالمسألة لعبة دولية كبرى لترتيب الشرق الأوسط وفق المخطط الصهيوني من اجل تسليم قيادته لإسرائيل لتفعل فيه ماتريد.
دخول أمريكا رسمياً في الحرب على إيران يدلل ايضا ان احد اهداف الحرب القضاء على الدولة والنظام الإيراني وتفتيت إيران على غرار ما صنعت في دول عربية مثل العراق وليبيا وسوريا.
- موقف العرب مما يجري:
لايوجد موقف عربي موحد تجاه هذه الحرب بسبب تدخلات ايران التي عانت منها بعض الشعوب العربية ولا زالت. لكن هناك تصريحات شجب واستنكار للحرب الإسرائيلية من بعض القادة العرب! أعتقد للإعلام فقط وتخدير الشعوب.
الموقف العربي الموحد من القضايا المصيرية انتهى بالغزو العراقي للكويت.. انقسم العرب آنذاك بين مؤيد للغزو ومعارض له وصامت.
المعارضون : دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب، شاركت هذه الدول بقوات عسكرية في ما سمي (عاصفة الصحراء) التي اخرجت الجيش العراقي من الكويت .
كان القرار الخطأ للقيادة العراقية باحتلال الكويت القشة التي قصمت ظهر بعير الموقف العربي الموحد.
- بدء رسم خارطة جديدة للمنطقة:
كل المؤشرات تدل على أن خارطة الشرق الأوسط ستتغير، وستظهر بشكل جديد غير ما نراه الآن وتعلمناه سابقاً، ستختفي حدود (دولية) وتظهر أخرى جديدة! وتقام دويلات وتقسم دول وفق المخطط الصهيوني القديم الذي تقوم بتنفيذه أمريكا حالياً .
ولو فرضنا ان إيران استسلمت وسقطت في جعبة أمريكا وإسرائيل مثلما سقطت سوريا بإنقلاب عسكري او مخطط تآمري خارجي .. واصبح نظامها تابع لواشنطن، فإن إسرائيل لن تكتفي بذلك! بل ستحول حرابها إلى صدور العرب (المتفرجين) وتنفرد بهم واحد بعد واحد !! وكلما سقط احدهم قال الآخرين (يستاهل! فقد عمل فينا وترك).. إيران وإن كانت دولة مسلمة كما تدعي إلا انها (عدو تاريخي للعرب) ولم يشهد التاريخ على أي اشارة محبة او إخاء من إيران تجاه العرب.
- كيفية التعامل مع الوضع القائم:
لاشك ان الوضع معقد جداً وان الصلف الصهيوني وجد في (ترمب) ضالته المنشودة في دعم وتنفيد المشاريع الصهيونية في المنطقة..
إعلان ترمب تدخله الرسمي في حرب اسرائيل على إيران وضرب المفاعلات النووية، وضع المنطقة على حافة الهاوية ومن الممكن أن يؤدي ذلك الى تدخل دول أخرى الى جانب إيران.
إيران سبق وان هددت بمهاجمة مصالح أمريكا في الخليج واغلاق مضيق هرمز! لكن هذا التهديد إذا نفذته إيران (ولا أظن) سيكون انتحار إيراني بلاشك وهو ما تسعى اليه أمريكا وإسرائيل.
لا احد يستطيع التنبؤ بما سيحصل مستقبلا بعد التدخل الأمريكي الرسمي في هذه الحرب، لكن يجب التعامل بحذر مع الأحداث والبحث عن حلول تجنب المنطقة الانزلاق في حرب قد تتحول الى عالمية محدودة طويلة في الشرق الأوسط.