حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت! هكذا يقول جنوبيو حضرموت، وبالمقابل.. لاتربطنا اي رابطة بالجنوب ولا لنا شأن به وليس له شأن بحضرموت! هكذا يقول " انفصاليو حضرموت.
حقائق نراها ونسمعها لايمكن تجاوزها والقفز عليها بل يجب بحثها والوقوف عندها..
سلطنات حضرموت رفضت الدخول ضمن اتحاد الجنوب العربي هكذا يقول البعض وهو صحيح.. لكن هذا ليس حجة بأن حضرموت ليست جنوبية لأن سلطنة يافع العلياء رفضت ايضا الإنضمام الى الإتحاد. وعلى اثر ذلك شكلت (المحمية الشرقية) ضمت سلطنات حضرموت والمهرة والواحدي (انضم فيما بعد للإتحاد) وسلطنة يافع العلياء وهي ليست ضمن حضرموت.. وهذه المحمية حلت بعد سقوط المكلا في سبتمبر 1967.
عام 67 تم تسليم حكم الجنوب بكل سلطناته الموافقة والرافضة (محميات بريطانيا) للجبهة القومية و أصبحت كل سلطنات ومشيخات الجنوب ضمن نطاق جغرافي واحد تحكمه الجبهة القومية بإسم (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية).. اي ان المسميات السابقة ذابت بموافقة بريطانيا ورحيل السلاطين.
بعض الحضارم يتخوفون من الإنضمام الى كيان جنوبي جديد لأنهم يشعرون ان هويتهم اخترقت وطالهم التهميش وسيطرة فئة او منطقة معينة على حضرموت وهذا لايمكن قبوله مجددا .. هكذا يقولون.
في الواقع ان حضرموت وشبوة لم تحصل على حقوقها المشروعة لا في الثروة ولا التوظيف ولا الموارد ولا حتى في هيئات المكونات الجنوبية ومنها المجلس الإنتقالي وهذا الشيء تثبته التعيينات بل واسماء رؤساء واعضاء هيئات المجلس.
ومن هذه الجزئية يجب ان تحصل كل محافظة على حقوقها كاملة إذا كنا نريد جنوب لكل أبناءه.
رهاب الداخل الذي عاشه الجنوب كله ابان حكم الاشتراكي وليس حضرموت وحدها سبب من اسباب تخوف الحضارم من المستقبل وعودة سيطرة الحزب او منطقة معينة على الجنوب.. وهذا التخوف قد لايكون في محله لأن الوضع اليوم غير السبعينات ، لكن ليس معناه ان كل شيء تمام، هناك اخطاء واختلالات، ويجب الوقوف عند هذه التفاصيل وحلها لأن الجنوب يمر بمرحلة خطيرة وهو بحاجة الى لم الشمل وليس التفرقة.
نأتي للترغيب الخارجي.. لاشك ان ماتمر به البلاد من وضع مأساوي وتردي خدمات و انفلات أمني ونهب ثروات وفقدان الأمل في المستقبل القريب يدفع بالبعض الى التفكير في الخروج من هذا الوضع بأي وسيلة ولو كانت الإنضمام إلى دولة اخرى مثل (السعودية) او (عمان)! لكن هل هذا الإنضمام في مصلحة حضرموت او شبوة او المهرة؟؟
هناك وجهات نظر متعددة حول ذلك.. ومن وجهة نظرنا المتواضعة ان الإنضمام الى اي دولة خارجية ليس في مصلحة هذه المحافظات انما هو لمصلحة تلك الدول! ولها مصلحة في الوصول والسيطرة على ساحل البحر العربي وفي ثروة هذه المحافظة مثلما كان لنظام صنعاء .
- الخوف له مبررات يجب حلها وأيضاً هناك اطماع يجب الوقوف في وجهها.. مع العلم ان ليس كل من قال انه في مصلحة حضرموت والحضارم صادق انما هو مع مصلحته او يعمل لصالح جهة أخرى.
- كذلك الأصوات الداعية الى الهروب بحضرموت بعيدا عن الجنوب ليست صادقة فهي تعمل لدى الغير ولمصلحته وتضر حضرموت ولا تنفعها.
في الأخير يجب ان يستعيد الجنوب قراره قبل كل شيء فطالما القرار مسلوب وتنفذ رغبات الغير لايمكن حل مثل هذه الإشكاليات..
كذلك لايجب تصنع الصمم عن سماع كل الأصوات مهما كانت موافقة او مخالفة فالجنوب كما قلنا آنفا في مرحلة خطيرة تستوجب لملمت الشمل ووحدة الصف من اجل مصلحة الجنوب وشعبه من باب المندب غربا الى سقطرى وشحن شرقا.