ليلة أمس شنت القوات الأمريكية غارات مكثفة على مناطق سيطرة الحوثي، وهي الأولى بعد دخول ترامب البيت الأبيض لفترة الرئاسة الجديدة الثانية، والأكثر قوة تدميرية ودموية.
المليشيات الحوثية اعلنت قبل أيام مهلة 4 أيام لفك الحصار عن غزة وهي تعلم ان تحذيرها لن يجبر النتن ياهو على الرضوخ له، لكنه ردة فعل على إعادة تصنيفها منظمة إرهابية من قبل ادارة ترامب.
وكما قال المثل (على نفسها جنت براقش) وما كان لها ان تهدد بإغلاق الملاحة في البحر الاحمر والعربي في الوقت الذي ترى فيه رئيس الولايات المتحدة يهدد العالم ويصرخ جهارا نهارا بضم (كندا) وغرينلاند وتهجير سكان غزة واحتلالها!! كل هذه التصريحات كانت كفيلة بأن يلزم الحوثي الصمت على الأقل حتى تتضح الرؤية لكن يبدو ان الذنوب حاثت به كما قالوا اصحابنا قديما (ذنوب ابوك الدويلة جابتك للحقيل).
تصريحات القادة العسكريين الأمريكيين تقول ان الهجمات ستستمر لفترة أطول قد تستغرق أيام او شهور وهذا يدل على عزم امريكا على القضاء على قدرات الحوثيين القتالية ومنعها من تهديد اسرائيل في المستقبل، ونعلم ان الهجمات الحوثية بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل لم تفعل شيئاً وماهي إلا زوبعة إعلامية ومحاولة حجز مقعد متقدم في صفوف (مقاومة الاحتلال الصهيوني)! لم يقتل صهيوني واحد في كل هذه الهجمات الممتدة اكثر من عام ونيف.
اليوم ترامب يحاول تأديب صنعاء على ما فعلته خلال إدارة بايدن السابقة التي تماهت مع الحوثيين وإيران، لكن ذلك اللين في التعامل يبدو انه قد ولى مع قدوم الغطرسة الترامبية المتعصبة للصهيونية، وانه "اي ترامب" عازم على تغيير خارطة الشرق الأوسط لصالح حكومة الكيان الصهيوني مهما كلف أمريكا ذلك.
عشر سنوات حرب شنها التحالف العربي لإستعادة (الشرعية) في اليمن دون تحقيق اي تقدم (فلا شرعية استعيدت ولا حوثي إنتهاء) انما الشعب هو الذي شارف على الإنتهاء ومغادرة الحياة قتلا وجوعا.
قد يفعلها ترامب ويقضي على قادة الحوثيين مثلما قضوا على قادة حزب الله، عندها سيتغير الحال في مناطق سيطرة الحوثي وستعود تلك القطعان التي تردد الصرخة في الشوارع و الساحات والمساجد بترديدها لكن بصورة مختلفة : (الموت للحوثي.. الموت لإيران)!!.
إذا كان التحالف وقوات (الشرعية) والمقاومة وكل خصوم الحوثي لم يستطيعوا التخلص من الحوثي خلال العشر سنوات الماضية، لا اعتقد ان ترامب قادر على القضاء على الحوثيين كما يتصوره البعض إلا بالقضاء على قادتهم أولا، على غرار (معركة البياجر) وقصف مقراتهم السرية اما الغارات العشوائية الليلية لن تقتل الا المواطنين الأبرياء.
لا توجد تجمعات عسكرية او بنية عسكرية حوثية لأن حرب التحالف قد اتت على كل مخازن السلاح والمعسكرات والقواعد السابقة للجيش اليمني! اي انه "ليس لديه ما يخسره" عسكريا.
من يدري قد تكون نهاية الحوثي بيد ترامب والصهيونية العالمية وليست بأيديكم لأنها مشيئة الله يسلط على الظالم أظلم منه.
عبدالله سعيد القروة
16 مارس 2025