لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه.. عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

الفساد وما ادراك ما الفساد؟ رأس العلة وداء السفلة ودمار البلاد.

للفساد انواع منها:

_ الفساد السياسي

_ الفساد الإداري

_ الرشوة واختلاس المال العام

_ استغلال النفوذ للمصالح الشخصية.

وله ايضا انواع كثيرة منها مايخص المجتمع ومنها مايخص الشركات والحكومات.

في اليمن كل اشكال الفساد موجودة! ويمارس جهارا نهارا في دوائر السلطة وخارجها من " كل " الموظفين على اختلاف درجاتهم وحتى المواطن العادي يمارس الفساد! لاتعجب سأذكر طرفة حصلت معي.

"كنت مرة في ميناء عدن حوالي عام 2009 تقريبا لدي معاملة تجديد (تريبتك)، عندما دخلت لأول مرة سالت أحدهم في الصالة الإدارة واظنه ممن يعاملون التراخيص يعني (ممارس فساد) قلت له أين مكتب المدير؟ قال هاهو واشر بيده للمكتب.

بعدما خلصت معاملتي وجدته منتظر في الصالة وناداني من بين الناس قائلا : اين اتعابي؟ قلت له اي اتعاب ماذا عملت؟ قال انا دليتك على مكتب المدير!! قلت له وتريد عمولة لأنك قلت لي مكتب المدير هذا؟ قال نعم احنا هنا من اجل هذا.!

اقسم بالله ان هذا حصل معي انا شخصيا."

وهذا مثال على فساد المجتمع لأنه قضى على المروءة والضمير.

الشاهد من هذا اننا نقرأ كثيرا عن الفساد ومحاربة الفساد ونشر بعض العفن للفاسدين.. لكن لم نر فاسد واحد خلف القضبان!!! ولا قضية واحدة حولت للنيابة وتم البت فيها !! ولا فلس واحد تمت استعادته!.

كل هذا لسبب بسيط وبديهي يا صديقي : لأن الجميع فاسدين فكيف لفاسد ان يحاسب فاسد؟ 

والكارثة ان بعض ممن يكتبون عن محاربة الفساد هم فاسدين، فينطبق عليهم قول الشاعر :

.. لاتنه عن خلق وتأتي مثله ..  عار عليك إذا فعلت عظيم. 

شعار مكافحة الفساد في اليمن هو شعار مضلل وليس حقيقي، لأن الفساد تمكن من منظومة الحكم وأصبح احد أركانه، ولا يمكن ان يتم القضاء عليه الا بالقضاء على منظومة الحكم كاملة وخاصة في رأس الهرم (لأن الوجع في الرأس) اما الفاسد الصغير فإن (عين الذيب ستعرفه القسمه) ولن يجرؤ على ممارسة الفساد إذا شاهد الكبار وراء القضبان في المحاكم والسجون . 

لكن من المستحيل استئصال هذه الآفة إلا بإستئصال جذورها، وجذورها منظومة الحكم شاملة كاملة... فمن يستطيع اجتثاثها؟

نتمنى ان نرى " قانون مكافحة الفساد " يطبق على الرؤوس الكبيرة وأن تسجل ممتلكاتهم داخل البلاد وخارجها وتتم مسائلتهم ( من اين لك هذا؟).

اذا تحققت هذه الأمنية لن تجد مسئول واحد بقي في منصبه او حتى بقي خارج السجن!

نسأل الله ان تتحقق هذه الأمنية يوما ما ويسود العدل والنظام وتقطع أيدي اللصوص والسرق وبياعين الأوطان. 

قولوا آمين

عبدالله سعيد القروة

2 مارس 2025