(العنوان مأخوذ من برنامج جميل للأديب الفلسطيني الراحل حسن الكرمي كان يذاع من إذاعة ال بي بي سي في لندن)
قولنا اليوم يتمحور حول أقوال بعض الزملاء في (شراكة الإنتقالي مع حكومة الشرعية).
نقول اولآ : إن الشراكة لم تكن خيار للإنتقالي بل جاءت بضغط من التحالف فرضته ظروف معينة و استحقاقات لابد منها.
ثانياً : التحالف تشكل (لدعم الشرعية) التي اقصاها وطردها الحوثي من صنعاء وسيطر على محافظات الشمال وقام بغزو الجنوب، هذا التحالف جاء بدعوة رسمية من (الرئيس السابق عبدربه منصور هادي) ويترتب على هذه الدعوة التزامات يجب على التحالف الوفاء بها وهي (استعادة الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه).. وهذه الفقرة تتكرر في كل التصريحات الرسمية للمسئولين في السعودية والإمارات! أي أنها التزام من التحالف الذي حارب في اليمن بالحفاظ عليه كما كان قبل الانقلاب الحوثي.
أعتقد هذا الكلام الجميع يعلمه.
الشراكة فرضت على المجلس الإنتقالي من قبل التحالف بناء على التزامه الذي تشكل من أجله وهو (دعم واستعادة الشرعية) وبعد إعلان المجلس الإنتقالي (الإدارة الذاتية للجنوب). وكان لزام على التحالف ان يوفق بين الفرقاء في اليمن تحت مظلة الشرعية وهو ما قام به في تشكيل " مجلس القيادة الرئاسي" من ثمانية أعضاء مناصفة بين الجنوب والشمال من أجل امتصاص الغضب الجنوبي الذي يسعى لإستعادة الجنوب دولة وهوية.
الشراكة لم تكن في صالح الإنتقالي بأي حال فهي جعلته تابع للدولة العميقة الذي يسميها " إحتلال"! او مشارك فيها إسميا.
لكن التحالف لا يستطيع التعامل مع الإنتقالي الذي يطالب باستعادة الدولة الجنوبية إلا ضمن الشرعية ولهذا فرض عليه الدخول في الشراكة.
ومع ان هذه الشراكة احرجت المجلس الإنتقالي أمام أعضاءه ومؤيديه إلا انها لم تكن خيار له كما اسلفنا سابقاً.
هنا يبرز السؤال المهم وهو :
هل يستمر المجلس الإنتقالي في الشراكة أم يتخذ القرار برفضها؟
هناك طريقتان:
- إما أن يفض الشراكة من جانب واحد ويتحمل استحقاقاتها ولا شك ستكون كبيرة ولها انعكاسات خطيرة في الوقت الحاضر والظروف الراهنة التي يعاني فيها المواطن من انقطاع الرواتب وغلاء المعيشة.
- - او يستمر فيها ويتحمل الضغط الشعبي المطالب برفضها والخروج منها وسيكون المجلس الإنتقالي في وضع صعب جداً قد يخسر بعض قاعدته الشعبية.
-
- وفي الحالتين التحالف وضع الإنتقالي في مأزق كبير ليضمن السيطرة عليه.
عبدالله سعيد القروة
18 يناير 2025
-