في زمن الضعف العربي وغياب التنسيق وتقاطع المصالح والنفوذ بين الدول العربية أصبحت التدخلات الأجنبية الخارجية في الوطن العربي جزء من السياسة الإستراتيجية للدول الكبرى ودول الجوار، حتى أن السيادة الوطنية سلبت من بعض الأنظمة العربية التي تعرضت بلادها للحروب.
وكثيرا ما نسمع عن مشاريع أجنبية في المنطقة مثل المشروع (الإيراني) و (التركي) وتدخلها المباشر في العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان وهو لا شك موجود ولا يستطيع أحد ان ينكره.
لكن بالمقابل هل يوجد مشروع عربي مضاد للمشاريع الإيرانية التركية؟
الحقيقة أنه لا يوجد مشروع عربي! ولا نرى مشروع حقيقي نظرا لغياب التوافق بين العرب.
وفي ظل هذا الغياب حل المشروع (الإسرائيلي الصهيوني) محل العرب في محاربة المشروع الإيراني خاصة، واستطاع هزيمته في لبنان ، لكن هذا المشروع تدخل في الشأن العربي لمصلحة الكيان الصهيوني وهو اخطر من المشاريع الأخرى في نظرنا وإن كانت كلها خطرة على المستقبل العربي.
الأنظمة العربية لم تستطع التوافق فيما بينها و (الجامعة العربية) خارج المعادلة تماما وكأنها لم تكن ولهذا لا يوجد مشروع عربي لمواجهة المشاريع الخارجية، ولا نبالغ ان قلنا أن الأمة العربية في ظل الزعامات الموجودة والتفكك والأزمات المنتشرة والحروب لا يمكنها ان تمتلك مشروع عربي لحماية الوطن العربي من التدخلات الأجنبية.
كما انها لا تملك كاريزما القيادة لصنع مستقبل عربي يؤمن للأجيال المقبلة الاستقرار والنهوض مثل دول العالم.
عندما ننظر للعالم يتكتل ويستقطب الأمم الفاعلة ونرى حالنا المأساوي وواقعنا الكارثي نتحسر على ما فات بكل سيئاته.
سيبقى الأمل يلازمنا في النهوض من جديد بعد الكبوات المتلاحقة في زمن الضعف والخنوع والتبعية.
عبدالله سعيد القروة
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤