إذا كانت هناك خارطة طريق يتم الحديث عنها الآن ، فيجب إعادة صياغتها وفق راهن المعطيات.
حاضنة الحوثي الإقليمية لم تعد بتلك القوة والنفوذ ، أذرع إيران يتم تكسيرها تباعاً ، حزب الله على وشك رمي سلاحه، وسورية واقعة تحت ضغط الإنفكاك عن الهيمنة الإيرانية ، بدعم خليجي عربي ، والحوثي قوته تخضع لحساب الوقت ،وعرضة للتجفيف والتآكل في حال إحكام الحصار على سلاسل تهريب السلاح.
مايحدث من لقاءات سياسية في الرياض ،وعسكرية عبر القيادة المركزية الإمريكية ، هو نهج يعتمد على العصا والجزرة: السلام مع بقاء خيار العمل العسكري قائماً في وجه الحوثي.
ليس من العدل والعقلانية الموضوعية ، تقديم خارطة طريق تم إعدادها في ظل موازين قوى ، كانت فيه إيران والحوثي وبقية الأذرع بكامل لياقتهم العسكرية ، وإبقاء ذات خطة التسوية محوراً للنقاش ، في ظل وضع مختلف تغيرت فيه تلك الموازين ، ضعفت إيران أنهارت الأذرع ، ما يوجب إجبار الحوثي على الإلتحاق بطاولة التسوية مجرداً من أدوات القوة.
وفي حال فرض خارطة الأمس المنحازة للحوثي ،سيكون الأسوأ من الإنقلاب هو مكافأة الإنقلاب ، بمنحه جائزة البسط على الدولة .