لطالما احتفى اليمنيون بثورة 26 سبتمبر، على أنها الثورة التي أطاحت بحكم الإمامة، في اليمن الشمالي، في ستينيات القرن الماضي، حتى جاء انقلاب 21 سبتمبر، الذي أطاح بالجمهورية، وأعاد حكم الإمامة للسلطة في الشمال.
اليوم يقبع الأشقاء في اليمن الشمالي تحت قبضة مخالب الإمامة الدموية، التي أعلنت جهراً رفضها السماح بإقامة أي مظاهر احتفالات شعبية أو رسمية بمناسبة حلول ثورة 26 سبتمبر. وتوعدت كل من يخرج أو يدعو للخروج للاحتفال بهذه المناسبة، بأن مصيره سيكون إما السجن أو أن يلقى مصيره المجهول.
ولا غرابة في الأمر أننا منذ العام 2014، نشاهد الشعب في اليمن الشمالي يخرج للاحتفال بإنقلاب 21 سبتمبر الإمامي ضد الجمهورية، هو الشعب نفسه الذي يخرج منذ عشرات السنين للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر الجمهورية ضد الإمامية، فقد سبقهم آبائهم إبان اندلاع ثورة 26 سبتمبر، يقاتلون في النهار في صفوف الجمهورية ضد الإمامة، وفي المساء يقاتلون في صفوف الإمامة ضد الجمهورية، واعتادوا جيلاً بعد جيل على الخضوع والإنقياد للحاكم الأقوى عليهم.
وهكذا أصبحت سبتمبر في اليمن الشمالي، جمهورية إمامية، وإمامية جمهورية.