"الشائعات الكاذبة" .. سلاح لا يُستهان به، يُعِدُّ فكرته ويصنعه أشخاص ذو قدرات عقلية عميقة، متمكنون من دراسة الحالة النفسية والمزاج العام للناس في المجتمع المستهدف بدقة، يُطوِّعون الأحداث والقضايا الماثلة لمصلحتهم، وبما يتوافق مع أهداف مشاريعهم. ويعملون في نطاق اختصاصهم بدقة، بعيدًا عن العشوائية والإنهزامية، وفق خطط أُعِدَّت مسبقا، تتماشى مع مختلف الظروف، لتحقيق الأهداف المرجوّة.
هؤلاء الأشخاص، يتلقون تدريبات كثيفة ودعماً واسعًا، لتمكينهم من التحكم بالمشهد العام، والقدرة على توجيه المزاج السياسي والإجتماعي للمجتمعات، وصناعة الرأي العام، وخلق الفوضى في أوساط الخصوم وضرب الثقة لدى الشعوب بقياداتها وحكوماتها.
كل ذلك يحدث متى ما كان الطرف الآخر (المُستَهدف)، عقيماً أو أقل مستوى في صناعة وإنتاج الوعي، فاقدًا للقدرة على المناورة الذكية، مكبلاً نفسه بأعذار وحجج واهية، يقف متفرجاً بانتظار حدوث معجزة تحرف الأنظار عما يواجهه، يصور نفسه دائماً بالضحية التائهة، عاجزًا عن التحول من الدفاع إلى الهجوم، خائفًا من المبادرة بالهجوم على خصومه، وكشفهم وتعريتهم، ورد الصاع صاعين.
تلك الأمور وغيرها الكثير تندرج في إطار الحرب الإعلامية والنفسية التي تشنها دول وأنظمة تخوض صراعات مصيرية مع خصومها، ونحن لسنا ببعيد عما يحدث حولنا ، بل نكاد نكون بؤرة الصراع ومفتاح الحل.