من حضرموت وجغرافية الثروة وحتى قوى محسوبه على داعمه الرئيس الإمارات، الإنتقالي محاصر بلعبة البدائل، حيث تجري محاولة تضييق هوامش النفوذ، ومنازعته مناطق سيطرته التقليدية أي المناطق المحررة، وإخراج إلى مسرح السياسة قوى ممولة من دولة الإقليم الكبرى، مسميات تحمل نفس الشعارات حيناً وتذهب بعيداً أحياناً أخرى نحو مشاريع أقل من الصغيرة ،حيث الكيان لايتخطى حدود المحافظة.
كل مطالب الإنتقالي المعلنة موضوعة على رف النسيان، وغير مدرجة في جدول التسوية، بما في ذلك مخرجات الرياض: إنسحاب عسكري من المدن وحتى الإطار التفاوضي، بإنتظار ما يمكن أن تسفر عنه عمليات الطرق المركز من تقطيع مشروع الإنتقالي، بالسياسة أو بتدعيم تشكيلات عسكرية وشرعنة ألوية دينية، جاهزة للوثب جنوباً في حال دقت ساعة الصفر، وتوافق الأفرقاء على شكل الدولة المشطوب منها الجنوب، وتم تحشيد كل القوى من صنعاء إلى تعز ومن المنطقة الأولى وحتى فلول الإرهاب المستدعى، لفرض واقع جديد بقوة السلاح وثقافة العزو.
إذا كانت تلك الإحتمالات في وارد نقلها من تصورات على الورق إلى فعل في الميدان ، فإن من غير المفهوم حالة الإسترخاء في الانتقالي، وكأنه بلا خيارات وقد سلم كل أوراقه للإقليم، ووضع قراره في سلة لاتمت لمشروعه السياسي بصلة.
لم يحرك الانتقالي آخر أوراقه -الشارع-بإنتظار ربما الطلقة الأخيرة وإكمال عملية الإجهاز عليه.
كل هذا الإحباط الذي يسود جسمه القيادي وخطابه السياسي، لا يتناسب مع حجم تضحياته، حيث الإنتقال من الإفراط بالوعود لقواعده إلى التفريط بها، يمكن له أن يرتد عليه ويرمي بكرة النار إلى داخله، تقويضاً وتوسيعاً للتصدعات والشروخ أو حتى صناعتها.
إذا كانت هناك من مشكلة للإنتقالي، فهي عدم الإستعداد للخطوة التالية.