ليلة صمود القطاع

2023-10-28 22:57

 

خرجت غزة من ليلتها المحرقة بسلام ، وقدرة على الثبات اكثر واقوى مما مضى ، بعد امتصاصها بحكمة لحمم البركان المتساقطة عليها في ليلة لامثيل لها في تاريخ الحروب ، من ناحيتي المساحة ، و كثافة التغطية النارية ، مما سيعمق عقدة اسرائيل  وحلفائها من حماس ، وبما يفرض عليها التراجع عن خيار مواصلة الحرب ، والبحث عن مسارات اخرى للخروج من مصيدة غزة التي نصبت لها بدقة قاتلة ولها تأثيراتها الايجابية والسلبية  على الطرفين وعلى اكثر من صعيد ، حال الاحتكام لقانون الفيزياء الحاكم والناظم ، لقواعد الافعال واستحالة الاقرار بصورة الخروج عليها مهما كان شكلها وطبيعتها ، او المحاولة بالتفكير في تغيير قطبي معادلتها بغض النظر عن براعة وقدرات اطرافه ، تظل فرضياتها هي الاقوى ومن المسلمات بنتائجها على الواقع . دون المبالغة والتهويل والتقليل بالقدرات العسكرية و القتالية لكل من حماس واسرائيل على شقة البون الواسعة بينهما ، غير القابلة اساسا للمناظرة او الجدال . تقاتل حماس بعقيدتها وايمان رجالها وارضها ، وتقاتل اسرائيل بالعالم ، ورب صناعة الحروب الحديثة الفتاكة ، لذلك يصعب حساب النصر والخسارة في المعركة على الميدان ، ولكن يمكن حسابها بدقة طغيانها في الميزان المعنوي لكل من طرفي الصراع ، في ظل وجود مؤشرات عديدة تشير بتقدم حماس في هذا المجال وبفارق كبير على اسرائيل الواقفه مع داعميها في حرج شديد ، عقب التعاطف الدولي غير المسبوق مع القطاع ، وسماع اصوات المعارضة عليه في كل بقاع العالم ، والداخل الاسرائيلي كعلامة فارقة وحقيقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الطويل الامد والقابل للبناء عليه لتغيير شوكة المعادلة الازلية مابين قانون القوة ، وقوة القانون .

وتمكنت حماس و من اللحظة الاولى لعملية طوفان الاقصى من كسر الاحتكار الاسرائيلي لصناعة الرأي العام الدولي المؤثر والموجه للحكومات الغربية وقراراتها ، وفازت بقصب السبق في كسب التعاطف الدولي معها الاخذ في الاتساع كل يوم ، والمؤهل للقفز للدرجات كبيرة جدا وغير متوقعة ، بهجوم اهل السبت عليها لتجد حيتان الموت بانتظارهم على خط التماس او غلاف غزة بما للتسمية من جمالية في التعبير البلاغي ، لا على شطآن بحرها العربي العميق .