تطرقت في الحلقة الاولى من المقال ، وبعصف فكري عام و شامل للقبيلة في اليمن ، دون الوقوف على مكامن واسباب قوتها في شمال الوطن ، وضعفها في جنوبه ، الا من باب العلم بالشي .
فقد قتل الحزب الاشتراكي القبيلة في الجنوب ، واحيتها الوحدة وهي رميم ليجري تحميلها كل اخطاء و اخفاقات القبيلة التي عجزت عن استعادة مورثها الاجتماعي الحميد ، لانسلاخها الجذري عنه لقرابة 3 عقود اشتراكية صعبة عاشت فيها خارج دائرة المعروف والمالوف في حياتها .
ولاتختلف القبيلة ومكانتها هنا في شبوة عن بقية محافظات الجنوب المتشابه في وضعها ، والمتفاوتة في قوة تأثيرها اجتماعيا وسياسيا داخل المحافظة وخارجها .
وربما قبائل العوالق تمثل افضل حالا من اخواتها الاخرى بشبوة لاخذها باسباب النهوض من جديد ، والانخراط المبكر في عمليات اعادة تنظيم نفسها والتفافها النوعي حول مراجعها التاريخية ، و اعادة بناء حلقات ترابطها وتماسكها الداخلي ، مما مكنها من الحضور في القلب والصدارة من مشهد الاحداث بالمحافظة ، المسنود بتواجدها الجغرافي في اكثر من نصف المديريات ، غالبيتها تمثل مديريات و قبائل الطوق للعاصمة عتق ، وتقترب القبائل المصعبية و الحارثية منها من ناحية التنظيم النسبي لحياتها الداخلية ، بينما تجنح غالبية القبائل الهلالية و العبيدية و الواحدية على كثرتها البشرية للحياة المدنية، وايثارها للسلامة من متاهات القبيلة ومتابعها باستثناء قبائل لقموش من حمير المتمسكة بالحمية والعصبية القبلية العمياء على الرغم من حدة تناحر و تنافر ديارها المنخورة بالثأر اللعين .
ويلاحظ في السنوات الاخيرة تصاعد القوى الناعمة المتسلحة بالعلم للقبائل العولقية ، وسيطرتها المستحقة بشكل ملحوظ على مؤسسات الدولة المدنية و الأمنية والعسكرية، مما يساعدها على الصمود في قيادة المحافظة في مختلف المراحل و المنعطفات .
ولا يفوتني في هذه الاطروحات النظرية الصرفة الاشارة الى سعة صدور القبائل العولقية ، و انفتاحها على الاخرين وقبولها الواضح بمشاركتهم في ادارة شؤون المحافظة .