استخوذت على اعجابي شجاعة شابين من شبوة وقفت حصانتهم الاخلاقية طودا في وجه الفساد ، وفضلا تقديم استقالاتهم من شغلهم لوظائف هامة تسيل لها لعاب غالبية شباب شبوة و اليمن ويتمنوها من الاعماق ، الممتلئة بحب الشهوات من المال غير عابهين احرام هو ام حلال .
وتسيطر الحيرة علي من جسارة هولاء الشابين نادري الصفات في اجيال اليمن المعاصرة والمؤهلة والفاقدة غالبيتها للضمير بعيدا عن امراض سوء الظن بالاخرين المنهي عنها شرعا لكنها حقيقة معاشة .
وعملية لهث الشباب وراء تحصيل المال بغض النظر عن مصادره لا يمكن وصفها لدرجة اهدار طاقاتهم الخلاقة وفقدان ربما انسانيتهم ، مما تسبب في ضياع دورهم في هذه المرحلة ، وانعدام اثرهم الايجابي فيها الامر الذي سهل عملية التفكير في التهام اليمن والامعان في مسحها من الوجود عقب رمي شبابها في مستنقعات الحياة المادية والمخدرات واهلاك اعمارهم بها وجعلهم وقود للحروب التي لم ينزل بها الله من سلطان لتخلوا الساحة لمشاريع الاطماع في اليمن وازدهار اسواق بيعها برخص التراب .
واذا اردت تدمير امة او غزوها عليك بتدمير شبابها بالمفاسد فهم الروح والجسد لها فاذا فسدت الروح اعتل الجسد ونخرته الديدان وهي اهون مخلوق من العكنبوت .
وأحيت استقالة المهندس علي بن لكسر ، والاستاذ عبدالعزيز بن راس الامال الميتة في نفسي وجددتها يامكانية صلاح شباب اليمن ونهوضه من الكبوة العابرة باذن ، واعتبرها فاتحة الكتاب لاستفاقة حقيقة له يستعيد بها زمام المبادرة في السيطرة على المتغيرات الطارئة على اليمن والتحكم بها بعيدا عن الوصاية الداخلية والخارجية عليها.
وتضاعفت سعادتي بان خصني اخي العزيز المهندس علي بن لكسر باستقالته من البرنامج السعودي لاعادة اعمار اليمن بشبوة المخيب لاماني ابنائها حتى اللحظة ، وعملت على تنفيذ طلبه بتوزيعها على الفضاء الاكتروني .
وكتب المهندس علي بن لكسر الاستقالة باخلاقه العالية لا بحد قلمه ، واجاد في الثناء على المملكة لكنه خجل من طول امانيها المقصرة لاعمار الرجال مما استدعاني الى التذكير بحذاقة وفطنة المحافظ السابق لشبوة معالي اخي الشيخ محمد بن عديو ، ومبادراته الخالدة في حياة وتاريخ المحافظة واقدامه بجسارة على اعادة اعمار ثلاثة من مشاريعها الحيوية والخدمية وابتكار طريقة تمويلها من موارد المحافظة دون الانتظار المقصر للاعمار لمن كان سبب في الدمار ، وانجز مشاريع اعادة بناء جسري النقبة وغرير ، وتأهيل مبنى مستشفى الهيئة على حجم الدمار الذي نالها جرى قصفها من طيران الشقيقة الكبرى والصغرى ، ولولا مبادراته المحمودة بالقول والفعل لظلت عملية اعادة اعمار هذه المشاريع حبر على ورق في الاروقة ، ولطالت معاناة ابناء شبوة واليمن منها .
ولا تقل اهمية استقالة اخي العزيز عبدالعزيز بن راس من منصب نائب مدير شركة النفط اليمنية التي تبيض ذهبا كل يوم لمن نالهم الحظ من مفاسدها .
و اصبحت الشركة في عموم المحافظات حتى لاتؤخذ شبوة بجريرتها لوحدها الوجه الثاني للفساد والبوابة الداخلية الكبرى له دونما حاجة للتعليق على الوجه والباب الاول للفساد في اليمن وبالذات في المناطق الواقعة تحت سلطاتها الشرعية.
واستقالة المهندس علي بن لكسر و عبدالعزيز بن راس تظل علامة فارقة في تاريخ المرحلة وتقدم انموذج يحتذى به للشباب المعتز بهوية الانتماء للوطن، الفخور بضميره الوطني غير القابل للبيع مهما كان الثمن .