ربما تدخل المفاوضات السعودية الحوثية مرحلتها الاخيرة في القريب المنظور بالتوصل الى التسوية الكاملة لما تبقى من البنود العالقة بينهما .
و يجمع المراقبون على صعوبتها من كل النواحي ، وسط تواصل تكهناتهم بتجاوز خطورتها النكبة اليمنية برمتها ان لم تكن اشد تعقيدا وفتكا منها لتداخلها باهداف التوجهات الدولية الخفية للعبة الحرب والفوضى في اليمن، واشتداد حبكتها السياسية والاستخبارية المتقنة لتحويلها الى مصيدة دولية جديدة للمنطقة و استهدافها على وجه الخصوص الاقطار المرتبطة بها بصورة مباشرة وغير مباشرة ، وبالذات ايران و المملكة ، كاخر التوظيفات السياسية الممكنة للصراع المذهبي المحتدم بينهما والممتد لعقود طويلة بعد ارتخى قبضة المذهب السني المنعوت دوليا بالتشدد ، مما يستدعي تحملهما لتبعات الحرب الداخلة ببرود وسكون العاصفة عامها الثامن ، ومن السابق لاوانه الحكم بحساب الخسارة والربح فيها ، وكلاهما في كفتي الميزان واحد ، والمطلوب ضرب العصفور السعودي والايراني بحجر يمني واحد ، وان بدرجات متفاوته في الاصابة تماشيا والاهداف الاستراتيجية البعيدة المدى للقوى الدولية الموجه لاطراف الصراع الاقليمي في اليمن .
ويظل الاندفاع بالتفاؤل قائم في استكمال النجاح لمباحثات الرياض وصنعاء ، عقب خروجها من مساراتها المغلقة التي ربما اخذت الحيز الاكبر من سنوات الازمة امعانا في تحقيق الاثر التأديبي منها ، واستدامة تقليم اظافر اطرافها المشتركة على المستويين الداخلي و الاقليمي لضمان استجابتهم للمطلوب منهم على صعيد الحرب والسياسة .
وقد تأتي مفاوضات صنعاء والرياض اؤكلها في خاتمة المطاف بعد اجراء اختبار النوايا لهما ، والتأكد من عودة اخلاصهما لقبلة القرار الدولي في واشنطن .