هل اليمن دولة فاشلة يصعب إنقاذها؟

2022-12-15 09:10
هل اليمن دولة فاشلة يصعب إنقاذها؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

يقال إن أقدم وأقوى عاطفة بشرية هي الخوف، وأقدم وأقوى أنواع الخوف: الخوف من المجهول!

هناك مجتمعات يقودها الخوف أكثر من غيرها. وهناك أماكن تبعث على عدم اليقين بما يحمله الغد أكثر من سواها.

 

بعد ثمان سنوات، مازال الصراع في اليمن يوصف   بالحرب المنسية. صراع يحدث في بلد غير معروف إلى حد كبير، وعدا عن السمعة التي التصقت به كمكان للجماعات الارهابية، والازمات الانسانية الحادة، فانه يفتقر إلى السمات التي تجذب الانتباه الدولي .

 

الواضح أن تراجع الاهتمام بأزمة أي  بلد من بلدان ماتوصف  بالعالم الثالث ،  يعني بالضرورة تضاءل الاهتمام بأزماته الإنسانية.

 

أخر مؤتمر  للمانحين تمكن فقط من جمع  أقل من ثلث  الأموال اللازمة . وهذا يعد مؤشرا واضحا لتراجع الاهتمام الدولي بالأزمة الانسانية في اليمن .

 

فرص السلام تتضاءل عاما بعد أخر ، بينما لا تشهد الظروف المعيشية الصعبة للغاية  أي تحسن حقيقي .  وهذا يجعل اليمن تجسيدًا لفشل الحرب والسلام معًا .  وعلى الرغم من عدم اشتعال النزاع المسلح بالكامل ، فأن الأزمة الإنسانية  مرشحة بأن تستمر وربما تتفاقم ، في ظل عدم إهتمام دولي كافي ، وتضارب الأهداف . والصعوبة الشديدة في  بناء الثقة .  الخطر هو أنه في مثل هذا السيناريو ، سوف تتعامل الأسرة الدولية  مع اليمن كما فعلوا  مع  الصومال المجاور ، كدولة فاشلة يصعب إنقاذها .

 

لكن ماهي أعراض هذا الفشل في الحالة اليمنية ؟ وإلى متى يمكن أن يستمر؟

يواجه اليمن عوائق كثيرة  أنتجها التخلف الاجتماعي والثقافي ، والتعصب الآيديولوجي والديني.. وساهمت الحرب باحراق  الخيوط التي تربط المكونات الاجتماعية .

 

هذا  في وقت  ماتزال فيه  السلطات القائمة  تضع المصلحة الخاصة قبل المصلحة العامة، وتطبق الأجندات المتجزأة أو المبعثرة  لحصد المنافع الشخصية . وحتى الان لم يتم إتخاذ  إجراءات إقتصادية  فعالة  لمنع المزيد من التدهور في الخدمات الأساسية ،  وما تزال  المحاصصة  والمحسوبية والاجندة السياسية  تجعل من إمكانية إصلاح الإقتصاد المنهك ، ومكافحة الفساد   أمرا بعيد المنال

 

حتى لو عادت أطراف الأزمة  إلى هدنة جديدة  فالهدنة ليست غاية في حد ذاتها. إذ أنها  يمكن أن تؤدي إما إلى  توقف مؤقت لإطلاق النار ، أو فصل جديد من الحرب . سقط  من اليمنيين في الفقر أكثر ممن سقطوا في جبهات القتال ،  وهذا ما يجعل من نزع فتيل الحرب الاقتصادية أمرا ملحا للغاية .

 

بعد ثمان سنوات اصبح الإعتقاد السائد بأن الحرب لن تسفر عن نصر كلي لأي طرف. ولا أحد مؤهل لأن يحكم البلاد بكفاءة عالية . مثلما لا أحد يستطيع أن يفرض السلام بمفرده. ومن السهل تحديد الخاسرين في هذه الأزمة، إنهم الملايين من المواطنين البسطاء الخائفين من المجهول, والذين أصبحوا يتطلعون اليوم أكثر من اي وقت مضى لنهاية الحرب ، ولكي لا تتحول بلدهم لدولة فاشلة يصعب إنقاذها  .

*- وديع منصور ـ إعلامي