هل نخجل من الاحتفال باعيادنا الوطنية ؟
والاجابة لا استبعد ان يطول الوقت كثيرا على ابناء اليمن وتنامي شعورهم بالخجل من الاحتفال بذكرى اعيادهم الوطنية الأخذة في الذبول والنسيان الا على من برقيات التهاني على الصعيد الرسمي لباقي شرعية الدولة الهالكة والقابلة للزوال . وسط استفحال الشعور الوطني بعدم الاكتراث بالمصير الذي يواجه اليمن وجهل مستقبلها السياسي والقبول بتركها عرضة لمزيد من مشاريع الموت والخراب ، والتخلي العلني عن التمسك بقيم ومبادئ الثورة واهدافها و تعرضها لاكبر انتكاسة وطنية في التاريخ تفوق انتكاستها الاولى بمرات .
ولا حدود لوجع الكتابة عن تراجع المد الثوري للنظام الجمهوري وفي يوم من ابلج ايامه الوطنية الخالدة ، وارتفاع نسبة الصمت على ذبح الجمهورية وتصاعد نفاذ موتها يوم بعد يوم ، وكأنما اليمن لاتنسب الى شعبها ، ولا الى نظامها الثوري المتقدم صاحب الفضل في خروجها من الظلمات الى النور .
واستبعد عملية استفاقة الشعب من غفوته على سرقة الثورة ونظامها الجمهوري ، ولا بوادر تحدوا على انبعاث الامل من جديد لدفاع عنها والانتصار لها ، و من يستجد الحياة من جلاده ميت ان لم يسعى طواعية لساحاته على قدمين .
ولا نخشى على اليمن هذه المرحلة ، بقدر الخشية عليها من ما بعدها في ظل استحالة التنبؤ بمصيرها الشطري في اسوأ الاحوال و ترشيحها لمزيد من الصراعات الداخلية في كل شطر .
والاحتكام لسؤال الافتتاحي للمقال ضرورة ملحة لا يمكن الهروب منها في كل الاحوال ، ولن تغتي عملية دس الرأس في الرمل كالنعامة لكنه خلاصة منطقية وعقلانية لما تشهده اليمن من مؤامرات تفوق قدراتها على كل صعيد . وتؤكد الرغبة في بقائها قشة في مهب الريح والى اجل غير مسمى .
والجواب على السؤال مردودا عليه بلسان واقع الحال في اليمن وظهور حجم المجاهرة العلنية بمقاطعة تاريخها الثوري ونسف نظامها الجمهوري ، والدعوة على اكثر من منبر بمحاكمة مختلف مراحله ورموزه وعدم الاكتفاء باحراقها فقط .
وخوفي ان يظل السؤال قائما حتى قيام الساعة في اليمن الحبيب ، والخطب جلل ولا يخطر على بال شرعيتها الغائبة ولا مليشاتها السائبة في صنعاء وعدن .
ولا تملك الرياض وعواصم الازمة الاخرى حلول سحرية لها في القريب المنظور.
والجمهورية بحاجة لمشروع انقاذ وطني جامع، ولا حاجة لتباكي عليها، و اغراقها في بحور الدموع.