تكمن الاشكالية الحقيقة التي تواجهها اليمن وشرعيتها الدستورية ، في ضبابية مشروع انقاذها المغلف والمحاط بالغموض الشديد ، وسط انعدام الرؤية للحلول النهائية للازمة .
وانتكاسة الآمال التي ارتبطت بقيام مجلس القيادة الرئاسي الذي تحول الى تعقيدا جديدا في مساراتها على كل صعيد ، وفاقم وجوده من حجم المشكلات العاصفة بطبيعة تركيبته القيادية وارغامه على الدخول لدائرة الشلل السياسي المبكر ، بانعدام اثر وجوده على الارض ، وبقائه معلقا بحبل اهواء ادارة الازمة ، دونما العمل على انصافه حتى في المواقف السياسة الحرجة التي واجهها منذ الوهلة الاولى لقيامه ، واستهدافه بموجة قوية وحادة من التصعيد الاعلامي الضار و الموجه لما لها من تأثيرات سلبية مباشرة على سمعته الوطنية وعلاقاته الداخلية ، والثنائية باقطاب الازمة .
وعمقت الاشكاليات السياسية التي يواجهها المجلس اليوم من طبيعة التمثيل الوطني لشرعية الدولة، وضربت كثيرا من اسس مقومات وجودها في المحافظات المحررة، وعملت على تقليص نفوذها الوطني والشرعي الى حد الاضمحلال و الضياع بمواصلة سقوط محافظتي شبوة وابين انتقاليا، وسعي الاخير لتعزيز اركان انقلابه على محافظة حضرموت الآيلة لسقوط بمجرد استكمال الحلقة الاخيرة من مشروع المؤامرة على الدولة وشرعيتها الدستورية.
ومثلت توافقية تركيبة المجلس القشة التي قصمت ظهر الشرعية المغدور بها، ولم يستطع القيام بتمثيلها على الوجه المرضي، بل اسهم في تغييبها السياسي عن مشهد الاحداث لدرجة فاقمت من الشعور بوجوده ميت وكرمتموه على الموت .
وتحاكي صورة شتات المجلس الرئاسي حقيقة وصورة شتات الشرعية وضياعها.
ولا يملك المجلس اليوم من وسيلة يمكن ان يقي بها نفسه، واليمن من مشروع الانهيار الكبير.