قد تطول الطريق. السياسة تختصر المسافات. المصالح تعبدها بالذهب.
وعادة ماتبدأ المشاريع الكبيرة بالاحلام وتنتهي بالحقيقة عند الاشتغال التقني عليها بعقلية تنظر الى الافق ، و الى ما وراء البحار .
قنا تسافر في التاريخ . تعرفها الامم منذ الازل ، ولا جدال لمن يرومها اليوم بشغف كبير ، ويتشوق لعودة دورتها في تغذية شريان الحياة ، و امدادها باسباب القوة والوجود لمصادر الطاقة القائمة عليها صناعة الحضارة الكونية المعاصرة .
تنزل الاحلام على الاشرعة بنور الشمس . تغتسل بها . تعانق القلوب والمشاعر ، ولا تعرف الانكسار عند اتقان طريقة الاحتفال بالولادة ، ومعرفة كيف الحفاظ على حياة الوليد .
تلقي طاقة الجسم في لحظة المخاضات الصعبة بكل ثقلها نحو الخروج من عنق الرحم بسلام .
الاحلام لا تتوقف لكنها تولد وتموت في الظلمات . الا احلام الشعوب فانها كرؤيا الانبياء صادقة لا كذبة فيها .
لا تكف زراعة القلوب بالقادم من الاحلام . من الاقدار . لابد من الايمان بها ، وحسن اختيار الرسل للمهمة بنماذج الاولياء من عبادة الله القادرين على استجلاء الافكار النيرة من مغاراتها بصفاء ونور مشع في الجنبات .
انطلقت البشارة .
و لمواسم الولادة مواعيد خضراء يانعة في اعمار الاجيال .
لا جيل ينتظر قطاف الحصاد .
علينا اتقان صناعة الصبر و الحلم و رضاعتمها بفم الزمان ، و الادمان على ممارسة الترويض لما استفحل خارج بيئة الارض والانسان ، و الارث الجميل .
حينها ستنهال الاماني. تفرح السماء. تحرسكم عينها حين تقام الطقوس.