ما تكاد تمر عملية ارهابية يروح ضحيتها قيادي في المقاومة او الجيش او الامن اوصحفي او اعلامي الا ونفاجا بعملية جديدة بعد مرور ايام من العملية الاولى، انها حرب مستمرة من قبل الارهاب على عدن مدينة السلام والوئام، بدات منذ سنوات خلت وما آن لها ان تتوقف.
بالأمس نجى قائد الوية الدعم والاسناد مدير امن لحج العميد صالح السيد، من عملية ارهابية مدبرة كانت تستهدف حياته في منطقة مكتضة بالسكان في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن، وراح ضحيتها 20 شخص بين قتيل وجريح، وتهدم للمباني والمنشآت المجاورة، وترويع الناس من جراء الحادث الاليم الذي تم تنفيذة عبر سيارة مفخخة.
منذ ايام خلت تم استهداف الصحفي الحيدري بوضع عبوة ناسفة في سيارته وراح ضحية الحادث مع اثنين من زملائه، ولاذنب له سوا انه صحفي ينقل الحقيقة ويدون الواقع.
قبل عام تقريبا او اقل من ذلك تم استهداف محافظ عدن وزير الدولة احمد لملس بسيارة مفخخة في التواهي، راح ضحية الحادث عدد من مرافقيه من صحفين ومصورين وحراس، وترك الحادث ندوبا كبيرة وغائرة في وجه عدن وجسدها الشاحب.
ولن ننسى استشهاد الصحفية شذى الحرازي في خورمكسر مع جنينها حينما وضعت عبوة ناسفة في سيارة زوجها محمود العتمي، واصيب محمود ببعض الجروح ورحلت شذى، وهناك عمليات عديدة حدثت في عدن خلال العام المنصرم والعام الحالي، راح ضحيتها قيادات في المقاومة والأمن، ليس اولهم او اخرهم العقيد كرم المشرقي قائد القطاع الثامن حزام امني في الشيخ عثمان.
من يقف خلف هذه العمليات.. ومن يستهدف عدن مدينة السلام بهذه الطريقة البشعة والقذرة.. ولماذا تترك الاجهزة الامنية في حالة ضعف وهوان في مواجهة هذا الغول الكبير المسمى الارهاب الذي يستهدف عدن والجنوب بصورة محددة ومركزة ومتعمدة.
عدن منذ ما بعد التحرير في يوليو 2015 دخلت دائرة الاستهداف بصورة كبيرة، اذ لم يمر عام او شهر الا وتحدث عملية او عمليات ارهابية تستهدف المدينة والجنوب بدرجة رئيسية، لاعادتهم الي عصر الفوضى، وفرض منطق الارهاب والتخويف، لاخماد مطالب الناس وتطلعاتهم نحو الحرية والانعتاق.
هذا الارهاب الذي يحدث اليوم معروف ونعرفه منذ 94 وما قبلها، فهو ليس بجديد علينا في الجنوب، هناك تغيير فقط في الادوات والتحالفات، لكن الفاعل والجهة يظل واحدا ومعروفا لدينا كمعرفتنا اليومية للشمش ومن اين تظهر في الصباح.
ستظل عدن قوية وعصية، وستواجه هذه الحرب القذرة بصلابة، وسوف تنتصر عدن كما هو دأبها في كل الحروب والصراعات، اذ تخرج منتصرة على الدوام. وعلى التحالف ان يقدم الدعم الكبير لاجهزة الامن في عدن للقيام بدورها، لان الارهاب لايستهدفنا لوحدنا في عدن، وانما يستهدف الاقليم والعالم كله، وعلى الاجهزة الامنية تقديم المشتبهين والفاعلين للقضاء، لينالوا جزاءهم الرادع وليكونوا عبرة لمن لايعتبر.
ويعد الارهاب اليوم تحديا كبيرا امام المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، فعليهم التعاضد والتعاون لتقوية الاجهزة المعنية، لمواجهة هذا الصلف المستمر منذ عقود.