مع من تريدوننا نتوحّد؟

2023-06-05 10:36



الكثير من إخواننا في الشمال، لا سيما في تعز، يريدون الجنوب يبقى في الوحدة بالصميل، مع أن الوحدة أصلاً فشلت منذ ثلاثين عاماً، لكنهم لا يزالون مصرين ومتشعبطين. طيب دعوني أسأل هؤلاء مع من تريدونا نتوحد؟ هل تريدونا نتوحد كجنوبيين مع الحوثي ونعود مرة أخرى إلى باب اليمن، بينما أنتم في تعز تنزحون يومياً بالآلاف إلى عدن والجنوب هاربين منه، حتى صار عددكم أكثر من عدد الجنوبيين في أرضهم؟! هل تريدونا نتوحد مع تعز مثلاً في الوقت الذي أصبحت تعز مقسمة إلى ثلاث دويلات، دويلة مع الإصلاح في المدينة، ودويلة مع طارق في المخا، ودويلة مع الحوثي في الحوبان؟!

أولاً وحدوا محافظتكم يا إخواننا في تعز على الأقل بعدين تكلموا عن الوحدة مع الجنوب، أما الآن فلا داعي للحديث الكثير الذي لا يقدم ولا يؤخر عن وحدة ماتت وشبعت موت، وأصبح عودتها بالنسبة لكم بمثابة الحلم، مثلما كان تحقيقها بالأمس للجنوبيين كحلم أيضاً.

أما بالنسبة لمصالحكم في الجنوب فلن يمسها أحد في حال أصبحت الدولة الجنوبية أمراً واقعاً اليوم أو غداً، فالدولة ستكون بحاجة للعمالة الماهرة في مختلف المهن الخاصة والتجارية وغيرها، وستحصلون على فرص وسيتم استيعاب الأكفأ والأفضل والأضمن، مع القيام بعملية ترتيب وتنظيم لهذا الأمر وفق قانون تصدره الجهات المختصة في الدولة.

الوحدة قتلت ثلاث مرات إن كنتم لا تعلمون، مرة في حرب 94، ومرة بدخول الحوثي إلى صنعاء في 2014، ومرة بالحرب الأخيرة في 2015، فالحوثي لا يريد حواراً ولا سلاماً ولا وحدة حقيقية، أما الوحدة بالقوة فسوف تواجه بالقوة، وسوف تخسرون مصالحكم في الجنوب لو أقدمتم على حرب جديدة، سوف نتصدى لها ومعنا الإقليم والعالم.

أنتم يا إخواني واقعون في مشكلة كبيرة، بلدكم ومحافظاتكم محتلة من قبل الحوثي، وأعراضكم تنتهك في السجون وخارجها، بينما أنتم مشغولون بإعادة احتلال بلد آخر دخل معكم في وحدة وشراكة وقضيتم عليها بطمعكم وغبائكم، فماذا تريدون بعد كل ما حصل من قبلكم؟

إذا تريدون أن تعرفوا من هم العملاء والخونة الحقيقيون، فهم الذين دمروا المشروع الوحدوي، وهم صالح وحزبه والإصلاح ومن لف لفهم، أما الجنوبيون فهم ضحايا هذا المشروع الفاشل، ويطالبون بحق، ولن يضيع حق وراءه مطالب، وكل يوم نتقدم خطوات صوب استرداد هذا الحق، ولن يستطيع أحد إيقاف شعبنا الجبار في استعادة حقه وأرضه ودولته المستقلة.

رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام

*- نقلا عن الايام