يصادف اليوم الجمعة الذكرى الثالثة و الستون لأعلان 11 فبراير عام 1959 ، اعلان قيام اتحاد الجنوب العربي ، وللعلم فان الجنوب العربي كان موجودا منذ القدم ، وانما في هذا التاريخ تم ظهور اتحادا يضم سلطنات وامارات ومشيخات الجنوب العربي
بعد مفاوضات مضنية قام ثلة من سلاطين الجنوب العربي باعلان اتحادهم الطوعي في 11 فبراير عام 1959 وقد بداء الاتحاد بست (6) ولايات وترك الباب مفتوحا لبقية الولايات للانضمام ، كما ترك الباب ايضا مفتوحا لمن اراد الخروج ، لم يكن شعار الرعيل الموسس "الاتحاد او الموت" او "الوحدة او الموت" ، بل كان شعارهم الاتحاد الطوعي ، ولهذا تطور الاتحاد وتزايد عدد الولايات المنضوية تحت لوائه عام بعد عام واتخذ الاتحاد مدينة الاتحاد ( مدينة الشعب حاليا ) عاصمة له ، ولقد تم شراءها وهي صحراء ( لم يستولي او يستحوذ عليها غصبا بدون وجه حق بل دفع فيها امولا وتعويضات عادلة ومجزية لاصحابها ) وتم بناء وتشييد مباني للسلطة الاتحادية فيها، وتم تشييد مبنى للبرلمان الاتحادي، و مقرا للحكومة .
وفي فبراير عام 1963 انضمت ولاية عدن طوعيا للاتحاد وفي عام 1964 تم اصدار العملة الجنوبية وهو الدينار الجنوبي وتم انشاء العديد من البنى التحية للاتحاد وتم بناء جيش اتحادي وموسسات أمن اتحادية الى جانب مؤسسات الأمن المحلية وتم تحديد الاختصاصات بينها لكي لايحدث تداخل في المهام او فراغ ، وتم الاهتمام بالجانب الصحي للمواطنين والجانب التعليمي فانشئت العديد من المدارس في مختلف الولايات ، وتم الاهتمام بالمواصلات وانشئت العديد من المطارات فكان في كل ولاية اكثر من مطار .
ولقد كان لديهم تقليد سنوي تقوم به حكومة الاتحاد وهو تقديم تقرير عن حالة الاتحاد الى البرلمان الاتحادي يشمل المركز المالي للاتحاد والحساب الختامي للدولة وكذا حالة المستشفيات والمدارس والزراعة والطرق وغيرها .
اين نحن اليوم من ذلك التقرير ، فاليوم صار لنا اكثر من 32 سنة ولم نسمع شيء عن الحساب الختامي للدولة .
لقد تكالبت المؤامرات الدولية واليمنية والمحلية وتم تحطيم ذلك الاتحاد . وتخيلوا لو استمر ذلك الاتحاد الطوعي الى يومنا هذا لكنا في وضع افضل بكثير من وضعنا اليوم بل سنكون افضل من بعض الدول المجاورة .
لقد اضعنا ذلك الاتحاد بحماقاتنا ، وعليه يجب علينا تحمل تبعات تلك الحماقات .
ختاما اترحم على ذلك الرعيل المؤسس لاتحاد الجنوب العربي ونسال الله الرحمة والرضوان لمن توفى منهم والصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة .