ثروة ضائعة.. أنقذوا كلية ناصر!!

2022-02-14 18:52

 

كلية ناصر للعلوم الزراعية في حوطة لحج، وما أدراك ما كلية ناصر، هذه الكلية العريقة التي تعد اول كلية زراعة في منطقة الخليج والجزيرة العربية التي تأسست في اكتوبر 1972 ، هذه الكلية تأسست قبل تاسيس جامعة عدن بثلاث سنوات ولهذا فهي تعتبر اماً لجامعة عدن وليست بنتاً لها .

 

هذه الكلية التي تبرع لها السلطان علي عبدالكريم العبدلي ( سلطان لحج سابقا ) طيب الله ثراه ، تبرع لها بقصره الشخصي و مزرعته الوارفة الظلال والخضرة  وجعلها وقفا للعلم والتعليم والتعلم فجزاه الله خير الجزاء .

 

 هذه الكلية التي تعنى بتأهيل الكادر الزراعي ، وأهلت الكثير والكثير من الكوادر الزراعية ليس للجنوب فحسب بل ولعدة بلدان عربية ، فلقد درس وتعلم في هذه الكلية في عصرها الذهبي طلابا من فلسطين و سوريا و الأردن و الصومال و جبيوتي و اليمن ، هذه الكلية اليوم تعاني معاناة شديدة من جراء الحرب الأخيرة ، و نالها ما نالها من تجاهل و إهمال متعمد و ممنهج قبل ذلك ، حيث تعرضت للتدمير والسلب والنهب ، وصارت اطلالا تحكي عصارة عندم .

 

من يعيد لهذه الكلية مجدها وعصرها الذهبي الذي عاشته في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي ؟؟ !!

 

هذه الكلية كانت في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي واحة وافرة فيها الماء والخضرة والمناظر الحسنة التي تسر الناظرين ، وارفة الأشجار المثمرة كأنها جنة من الجنان دوؤبة الحركة والنشاط ، وكان خيرها على الجميع فإنها اليوم تشتكي ( والشكوى لغير الله مذلة ) ، تشتكي الجحود والنكران من أهلها ومن أبنائها فهي اليوم تفتقر الى ابسط المكونات فهي تفتقر الى الماء تخيلوا كلية زراعة من غير ماء ، فآبارها جفت ومضخاتها أكل الدهر عليها و شرب وتعرضت للسرقة ، ومزرعتها أصبحت صحراء قاحلة بعد ان كانت دائمة الخضرة في الأيام الخوالي تنتج ما لذ وطاب من تمور وحبوب وخضروات وفاكهة وأعلاف.

 

هذه الكلية التي كانت تمتلك حضائر حديثة للماشية (الابقار) والاغنام والماعز والدواجن تنتج الحليب واللحوم والبيض بكميات وافرة ناهيك عن الاستفادة منها في تعليم الطلاب واجراء البحوث العلمية ، أصبحت حضائرها اليوم خاوية على عروشها بل محطمة تنعق الغربان فيها

 

هذه الكلية التي كانت تمتلك احدث خلايا النحل (النوب) وتنتج كميات وافرة من قوت العاشقين (العسل) ، أصبحت اليوم مرتعا للبعوض والذباب .

 

هذه الكلية التي كانت تمتلك معملا صغيرا و مختبرا للصناعات الغذائية ، أصبحت اليوم تندب حظها على ذاك المعمل وذاك المختبر الذي أصبح من الذكريات .

 

ان الحديث عن كلية ناصر حديث ذو شجون ، ولن نتمكن في هذه العجالة من سرد كل ما تعانيه الكلية من تدهور ونقص شديد في كل أمور العملية الأكاديمية والتعليمية والبحثية والزراعية فذلك يحتاج صفحات و صفحات لايتسع هنا المجال لسردها .

 

وتجدر الإشارة الى ان الطاقم الاكاديمي يعمل بكل ما اوتي من قوة ولا يدخر جهداً في سبيل النهوض بالكلية تتقدمهم في ذلك د. فاطمة محمد الفقيه عميدة الكلية على الرغم من أن أغلب الطاقم الأكاديمي قد بلغوا من العمر عتيا وتجاوزوا الأجلين ( أجل السن و أجل الخدمة ) ونالت الامراض والاسقام منهم مانالت الا ان الكثير منهم أبو الا ان يواصلوا المسيرة بالرغم من ان كلفة وصولهم الى الكلية تلتهم الكثير من المصروفات يتحملونها شخصيا فالف تحية وتحية لهم ، وجزاهم الله خيرا .

 

واننا في هذا الصدد نتوجه بنداء عاجل إلى رئاسة جامعة عدن و رئاسة جامعة لحج و وزارة التعليم العالي ، و إلى محافظ لحج و محافظ عدن و حكومة المناصفة الجنوبية - اليمنية ( الشمالية ) و إلى المجلس الانتقالي الجنوبي و الأحزاب السياسية و إلى المنظمات الخيرية المحلية و العربية و الأجنبية و فاعلي الخير جماعات و أفراد و تجار و مواطنين و كل من يريد الخير فهذه صدقة جارية لهذا الجيل ولجيل الأولاد والأحفاد والأجيال اللاحقة طالبين منهم لفته كريمة لانقاذ هذه الكلية العريقة .  

يا قوم ارحموا عزيز قوم ذل!!